لكنّ يسوع أراد أن يعلن إيمانها أمام الجموع ويمتدحه
لأنّه تأثّر جدًا به. وأراده نموذجًا لإيمان القلب الصامت الّذي ينير العقل والإرادة في ما يجب قوله وفعله وطريقة التّصرّف والمبادرات.
فوجّه سؤالاً خافت منه المرأة وارتعدت: "مَن لمسني". فأنكر الجميع وبرّر سمعان بطرس ذلك بكثرة الجمع الّذي يزحمه من كلّ جانب. أمّا يسوع فقال مؤكّدًا: "إنّ واحدًا لمسني، لأنّ قوّة خرجت منّي" (الآية 46).
"واحدًا" ليس كالباقين. يسوع لا يُؤخذ بالجموع، بالأعداد. لا يتعاطى معنا كأعداد. بل لكلّ فرد منّا قيمته عند الله. من بين كلّ اللمسات، وحدها لمسة تلك المرأة جعلت يسوع يقف. أنا أيضًا يشعر بي الربّ ويراني في كلّ لحظة. وكلّما تقدّمت إليه بصدق، يقف. لسنا بحاجة إلى لفت نظره إلينا. فهو يرانا وكأنّنا وحدنا على وجه الأرض. الله يعامل كلّ واحد منّا وكأنّه ابنه الوحيد.