يا أمي الكلية القداسة، كيف هو ممكن أن اعيش أنا في المآثم. بعد أني حاصلٌ على أمٍ بهذا المقدار سامية في القداسة. وكيف أن أمي هي ملتهبةٌ بنيران الحب الشديد نحو الله، وأنا أحب المخلوقات، هي غنيةٌ بهذا المقدار من الفضائل الجليلة. وانا فقيرٌ منها بالكلية، فأي نعم يا أمي أنني لم أعد مستحقاً أن أكون أبناً لكِ، لأني ظهرت بالحقيقة عديم المعروف، وناكر الجميل بزيادة من قبل سيرتي الرديئة، ولكنني أكتفي بأن تقبليني عبداً لك، ولكي أحصل على ذلك أي قبولك إياي فيما بين عبيدك الأكثر دناءةً، فأنا مستعدٌ لأن أرفض أملاك العالم بأسره، أي نعم أني راضٍ بهذا، ولكن أتوسل إليكِ بأن لا تمنعي عني الاستطاعة على أن أسميكِ أمي، لأن هذه التسمية تملأني من البهجة والتعزية، وتجتذبني الى الخشوع والندامة، وتذكرني بالألتزام المتوجب عليَّ في أن أحبكِ.