من أجل إتمام خطة الخلاص أرسل الله إلى العالم ابنه يسوع مملوء نعمة وحقاً، وخاضعاً لسُنن الوضع البشري. يبدأ "كطفل بنمو في القوة والحكمة" (لوقا 2: 40).
وأعلن تدريجياً للبشر، بكلمته، سر رسالته، وسر شخصه، واصطدم بمقاومة متصاعدة حتى تبدو ساعة انتصار الظلمة كما صرّح يسوع بذلك الى عُظَماءِ الكَهَنَة وقادَةِ حَرَسِ الهَيكَلِ والشُّيوخ يقوله: "كُنتُ كُلَّ يَومٍ مَعَكم في الهَيكَل، فلَم تَبسُطوا أَيدِيَكُم إِليَّ، ولكِن هذه ساعتُكم! وهذا سُلطانُ الظَّلام!" (لوقا 22: 53)
إلا أنه في تلك الساعة بالذات أكمل يسوع عمله، بالغاً بمحبته إلى اقصى الحدود، وأعلن للبشر عن مدى محبة الآب لهم "إِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة" (يوحنا 3: 16).
وكما أن حبة الحنطة التي تقع في الأرض تموت لتأتي بثمار كثيرة" (يوحنا 12: 24)، هكذا يبذل الراعي الصالح نفسه لكي يهب خرافه فيض الحياة (يوحنا 10: 11).