الأَرضُ مِن نَفسِها تُخرِجُ العُشبَ أَوَّلاً، ثُمَّ السُّنُبل، ثُمَّ القَمحَ الَّذي يَملأُ السُّنبُل
تشير عبارة " َالأَرضُ مِن نَفسِها تُخرِجُ" الى عمل الارض التي تعمل بصورة آلية، الأرض تثمر من تلقاء نفسها، بطريقة غير منظورة حيث ان عمل الزارع يقتصر على فلاحة الأرض وخدمتها وطرح البذور وسقيها إن اقتضى الامر.
فهناك أمور لا تتعلق بمجهود الفلاح؛ النمو يعمل لوحده وهو بحاجة الى الوقت الّذي يُتيح للبذور أن تنمو. كم هذا عظيم.
ولا يشير المثل هنا إلى قدرة الطبيعة، إنما يشير إلى عمل الله. إذ يفعل الله ما لا يراه الانسان جاعلا الأرض تُحيي البذار وتُنبته وتُنمِّيه الى الكمال وذلك وفق قول بولس الرسول " أًنا غَرَستُ وأَبُلُّسُ سَقى، ولكِنَّ اللهَ هو الَّذي أَنْمى" (1 قورنتس 3: 6). وهذا لا ينفي وجوب اتخاذ الانسان الوسائل للحصول على الحصاد الروحي "اعمَلوا لِخَلاصِكم بِخَوفٍ ورِعدَة " (فيلبي 2: 12).
وهكذا القلب البشري لا يستطيع ان يأتِ بشيء من القداسة من تلقاء ذاته، لكنه إذا اتخذ الوسائط التي عيَّنها الله أتى الله وحده بالنتيجة.