تشير عبارة "لَم يَستَطِعْ أَن يُجرِيَ هُناكَ شَيْئاً مِنَ المُعجزات" الى عدم امكانية يسوع صنع المعجزات بسبب عدم إيمان اهل الناصرة، واحترام حرية أهله وضميرهم، كان الجو غير صالح لعمل المعجزات. وهذه العبارة هي من أكثر عبارات الانجيل جرأة وتُظهر بوضوح ان معجزات يسوع لم تكن أعمالاً سحرية، ولا أمور سيكولوجية نفسية، وكأن ثقة المريض شرط لشفائه، بل هي أعمالٌ مرتبطة ارتباطاً حيوياً بإيمان الشعب. فهناك علاقة بين المعجزة والايمان. لم يصنع يسوع معجزة الا حيث الايمان، وهذا هو السبب الأعظم. ويعلق القديس غريغوريوس النيزينزي "لكي يتم الشفاء كانت الحاجة إلى أمرين: إيمان المريض وقوة واهب الشفاء، فإن لم يوجد أحد الأمرين يصير الأمر مستحيلًا".
فهناك علاقة بين الايمان والمعجزة (مرقس 2: 5)، وهناك مرات يطلب يسوع فيها الايمان قبل ان يتدخل (مرقس 5: 36)، ومرات يربط يسوع المعجزة بالإيمان (مرقس 3: 34).
فان لم يكن هناك ايمان، خلت المعجزة من كل معنى ولا يجوز ان يُقال ان هناك معجزة.
فخارج إطار الايمان، تفقد المعجزة كل مدلولها، ولا يجوز ان نتحدث عن معجزة.