وإِن لم يَقبَلْكُم مَكانٌ ولم يَستَمِعْ فيه النَّاسُ إِليكم، فارحَلوا عنهُ نافِضينَ الغُبارَ مِن تَحتِ أَقدامِكم شَهادَةً علَيهم
تشير عبارة "وإِن لم يَقبَلْكُم مَكانٌ ولم يَستَمِعْ فيه النَّاسُ إِليكم" إلى احتمال رفض الناس لاستقبال التلاميذ بل معارضتهم (متى 1: 5-16). لقد واجه يسوع حالات لم يُستقبل فيها (مرقس 6: 1-6). إن الرسالة ليست أمرا سهلا.
أمَّا عبارة "نافِضينَ الغُبارَ مِن تَحتِ أَقدامِكم" فتشير إلى عمل رمزي للرفض وقطع العلاقات والدينونة. يرى القديس يوحنا الذهبي الفم في هذا التصرف "علامة مرعبة، تجعل التلاميذ لا يفقدون جراءتهم بل يزدادون شجاعة، فإنهم يُعلنون أنهم ينفضون كل ما هو مادي، يتركون لهم ترابهم وفكرهم الأرضي، ليعيشوا ملتصقين بما هو سماوي". وهذا ما فعله الرسولان بولس وبرنابا في انطاكية بسيديه (أعمال الرسل 13: 51).
أمَّا من تقبل المُرسل فيحّل السلام على من يستقبله، ولكن إذا لم يستقبله يكون موقف المُرسل سلبياً؛ ينفض الغبار عن أقدامه وهذا يعني انه لا يريد أن يأخذ معه شيئا من هذه البيت الذي لم يكن أهلا لقبول تقبل الإنجيل، فيقطع العلاقة معه ويحل الحرم.