|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أدعُوكُم لتطمَئِنُّوا «وَالآنَ أُنْذِرُكُمْ أَنْ تُسَرُّوا، لأَنَّهُ لاَ تَكُونُ خَسَارَةُ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ مِنْكُمْ» (لأعمال27: 22) تُرى لو كان بولس معنا اليوم، فهل كنا نتشكك في كونه يدعونا أن نُسَر أو نطمئن وتطيب نفوسنا؟ فإن خدمته كانت تحمل تشجيعًا عظيمًا. وهذه هي كلماته، عندما كان يُبحر بالسفينة إلى روما، فخطفتها العاصفة، وانتُزِعَ كل أمل في النجاة، لدى كل المسافرين، ولكنه يدعوهم “أَنْ يُسَرُّوا”. ربما بدا لدى الكثيرين من المسافرين، أن كلامة يحمل معنى السخرية إلى حدٍ ما، غير أن الحقيقة أن ملاك الرب أعلمَهُ، أن الله قد وهبَهُ جميع المسافرين معه ( أع 27: 24 ). وهو شخصيًا قد آمن بالله، أنه يكون هكذا، كما قيل له (ع25). وبقى هادئًا بخصوص هذا الأمر، وبقوة هذا اليقين سعى أن يُبدِّد مخاوف المسافرين معه. واستحضار الله معنا في الصعوبة التي تواجهنا، معناه أننا نستبعدها عمليًا، فالواحد منا لا يُصبح عونًا لتشجيع رفقائنا المتغربين، ما لم نمتلك قوة الثقة في الله. إن بولس يتعامل مع «إِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ» ( 2كو 1: 3 )، ولذلك أمكنه أن يُشجع المطروحين والبائسين والمحبطين، ولذلك فإن خدمته للبعض، كانت مليئة بالسرور والتعزية، ورأى حقًا أنه من المناسب أن يُعطيهم توبيخًا «كَانَ يَنْبَغِي أَيُّهَا الرِّجَالُ أَنْ تُذْعِنُوا لِي» (ع21)، ذلك لأنهم لو استمعوا لتحذيره الحكيم، لكانوا قد “سَلَمُوا مِنْ هذَا الضَّرَرِ وَالْخَسَارَةِ”. وبالرغم من ذلك، يُحرّضهم “أَنْ يُسَرُّوا”. فمن المؤكد البلوغ إلى غايتهم، حتى لو كان تحقيق ذلك محفوفًا بالمرائر الكثيرة. |