إن كان السيد المسيح هو الذي اختار تلاميذه ودعاهم ثم أرسلهم فإنه يليق بهم من حين إلى آخر أن يختلوا به ويحدثونه بكل شيء يخص الخدمة ليكون هو القائد الحقيقي لهم في كل تصرفاتهم.
لقد أخذهم معه على انفراد في موضع خلاء ليجدوا فيه راحتهم وطعامهم. هكذا تمتزج حياة الخدمة بالتأمل بغير انقطاع، كل منهما تسند الأخرى.
والعجيب أنه إذا انطلق بهم إلى موضع خلاء بحثت عنه الجموع وجرت وراءه.
وكأنه قد مزج خلوة التلاميذ بالخدمة، لأن راحتهم الحقيقية هي في راحة النفوس المتعبة "تَعالَوا إِليَّ جَميعاً أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَنا أُريحُكم"(متى 11: 28).