فلَمَّا رأَى سِمعان بُطرُس ذَلِكَ، اِرتَمى عِندَ رُكبَتَي يَسوع وقال:
يا ربّ، تَباعَدْ عَنِّي، إِنِّي رَجُلٌ خاطِئ
"تَباعَدْ عَنِّي" فتشير إلى بُطرُس الذي اكتشف في معجزة صيد العجائبي قوة يَسوع الإلهية فاعترف أنه غير مستحقٍ أن يمثل أمام الرب، وشعر انه ليس أهلا أن يبقى معه؛ كما أكد ذلك شفاعة إبراهيم لأهل سدوم وعمورة في (تكوين 18: 23) وموقف أيوب أمام الله (أيوب 42: 6) ورد فعل أشعيا النبي أمام دعوة الله له (أشعيا 6: 5).
لم يكن تواضع بُطرُس الرسول كلامًا بل هو تفاعل مع العمل الحيّ الإيجابي، إنَّها عاطفة نجاسة أمام القداسة، عاطفة الضعف أمام القدرة، عاطفة الحيرة والدهشة أمام معجزة الإيمان واليقين. وتُذكر عبارة بُطرُس ما قاله قائد المئة "يا ربّ، لا تُزعِجْ نَفسَكَ، فَإِنِّي لَستُ أَهلاً لِأَن تَدخُلَ تَحتَ سَقْفي"، ويُعلق القديس يوحَنَّا الذهبي الفم " أعتبر بُطرُس أنّه لا يستحقّ حضور الرّبّ لأجل خطيئته، لكنّ السّيّد أكبر من خطيئتنا وهو يشتاق إلى غفران خطايانا أكثر ممّا نشتاق نحن للتّوبة".