الانبا أنطونيوس كان يواسى المظلومين بطريقة عجيبة جدا
الانبا أنطونيوس هكذا حذر القساة. أما الباقون الذين جاءوا إليه فإنه علمهم حتى نسوا شئونهم في الحال. وهنئوا الذين اعتزلوا عن العالم. ثم أنه كان يواسى المظلومين بطريقة عجيبة جدا، حتى كان يخيل إليك أنه هو المتألم لا الآخرون.
وعلاوة علي هذا فقد كانت له القدرة علي إفادة الجميع، حتى أن جنودا كثيرين وأشخاصا ممن كانت لهم ممتلكات وافرة تركوا عنهم أثقال الحياة وترهبنوا بقية أيام حياتهم. وكأنه كان طبيبا وهبه الله لمصر. فمن ذا الذى كان حزينا وقابل أنطونيوس دون أن يرجع فرحا مسرورا؟ ومن ذا الذى أتي حزينا من أجل ميته ولم ينزع عنه حزنه في الحال؟ ومن ذا الذى أتي غاضبا ولم يتحول صديقا؟ ومن ذا البائس وكسير الروح الذي لم يحتقر الثروة ويعزى نفسه في فقره بمجرد الاستماع إليه والتطلع إليه؟ أي راهب أتى إليه ولم يتقو بعد أن كان خاملا متكاسلاً؟ أي شاب أتى الجبل ورأى أنطونيوس دون أن يحرم على نفسه الملذات في الحال ويحب الاعتدال؟ من ذا الذى جرب من الشيطان وأتى إليه دون أن يجد راحة؟ ومن ذا الذى أتى مثقلا بالشكوك دون أن يجد صفاء في ذهنه؟.