قالَ له يوحَنَّا: يا مُعَلِّم، رَأَينا رجُلاً يَطرُدُ الشَّياطينَ بِاسمِكَ، فأَرَدْنا أَن نَمنَعَه لأَنَّه لا يَتبَعُنا
تشير كلمة "يوحنا" إلى أحد الاثني عشر؛ وهو "التلميذ الذي كان يُحبه يسوع"، أقرب التلاميذ إليه فهما وإدراكا وحبا؛ ومع ذلك كان رده سلبيا. كان همُّه الوحيد أن يستأثر بالسيادة والسلطة، وكان يريد أن يحصر قدرة المسيح في الاثني عشر رسولا، في حين أن شريعة المسيح تدعوهم إلى الخدمة والمحبة.
أمَّا عبارة " رَأَينا " فتشير إلى يوحنا وغيره من التلاميذ الذين رأوا ذلك وهم يتجوَّلون للتبشير.
أمَّا عبارة "رجُل" فتشير إلى رجلٍ مؤمنٍ ومُخلصٍ طالما يستخدم باسم المسيح، أو أحد الذين تمّ شُفاءهم بفضله.
وهو يختلف عن "المُعَزِّمينَ الطَّوَّافينَ مِنَ اليَهودِ" (أعمال الرسل 19: 13-16). ولم يكن ضد المسيح لا بفمه ولا بقلبه، بل كان يعمل لحساب المسيح بإيمان صادق، لكنه لم يكن من تلاميذ يسوع (لوقا 9: 49) إلاَّ أن الإيمان يمنح صاحبه الحق على الرسالة والقوة لاجتراح المعجزات، وإن لم يكن من فريق الرسل؛ لا تقوم وحدتنا الكنسية المسكونية على تجمعات، وإنما على وحده الإيمان الحيّ.