الإنسان الذي لم يعترف بربّه (عاموس 4: 6-11)، يجب أن يكون مستعداً لقبول العقاب النهائي (4: 12)، لأنَّه حينئذ يتعرّض لخطر قساوة القلب. ولكنّ الله من جهته لا يتمسك برغبة المعاقبة؛ إنه دائماً على استعداد لكي "يتحوَّل" عن قراره، ويُغيّر إرادته كما جاء في الكتاب المقدس "فعَدَلَ الرَّبُّ عنِ الإِساءَةِ الَّتي قالَ إِنَّه يُنزِلُها بِشَعبِه" (خروج 32).
إنه يُسرّ بأن يرى "المنافق يَتوبَ عن طرقِه فيَحْيا" (حزقيال 18: 23). فالله لم يرذل شعبه، بل بقيَ أميناً على وعوده (رومة 9: 6-29).
ولا بدَّ أنَّ تتمَّ السيطرة يوما على عدم الإيمان "إذا كنا خائنين، يظل الله وفياً" (2 طيموتاوس 2: 13) ويُظهر للجميع رحمته تعالى غير المحدودة (رومة 11: 1-32).
وعلى هذا النحو، فإن الله لا يزال الآن وعلى الدوام يُعرب عن رحمته.
ويبدو إن سلطان يسوع مقيّدٌ بعدم الإيمان (لوقا 4: 23)، إلا أن عدم الإيمان هذا، قد يغلبه الآب السماوي الرحيم الذي هو منبع الإيمان، إذ يكشف يسوع سرَّ جاذبية الآب (يوحنا 6: 44). فالآب يُخفي سر يسوع عن أعين الحكماء (متى 11: 25-26)، ويكشفه للأطفال الذين يصنعون مشيئته (متى12: 46-50).