تقوم التوبة على الصعيد المستقبل على القصد. والقصد هو عزم الإرادة الصادق على عدم الرجوع إلى الخطيئة وأسبابها، وذلك بالتخلي عن مغريات العالم والتجارب الخاطئة التي تؤدي إلى الموت الأبدي، والابتعاد عن كل ما يعوقه عن سماع كلام الله والعمل به. فلا يمكن أقول إننا نؤمن بالله ونادمين على خطايانا ثم بعد ذلك نحيا كما نشاء (لوقا 3: 7-8)، بل ينبغي إن نثبت بالإيمان بيسوع المسيح ولا ندع مغريات الحياة وصعوباتها تُبعدنا عنه مرة ثانية.
وإذ نحن ندنو من نهاية عام ونستعد لعيد الميلاد والسنة الجديدة، لننظر إلى الوراء، كي نرى كيف عشنا طرق الحياة هذه، وأن نقّر لأنفسنا إذا كنّا قد سلكنا الطريق المستقيمة الضيّقة الّتي تقود إلى الخلاص. فإذا كان الجواب لا، فهذا هو الوقت المقبول لتغيير اتّجاه مسارنا فنندم ونعترف بخطايانا فنحصل على الغفران وننال الخلاص. وقدّد الله الخلاص ليس لليهود فقط بل للجميع دون استثناء (لوقا 3: 6).