على ما كُتِبَ في سِفرِ أَقْوالِ النَّبِيِّ أَشعْيا: ((صَوتُ مُنادٍ في البرِّيَّة: أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَه قَويمَة
أمَّا عبارة "طَريقَ الرَّبّ " فتشير إلى شريعة مشيئة الله. يُطبّقها المسيح الربّ على نفسه بقوله " أَنا الطَّريقُ " (يوحَنَّا 14، 6)، إذ بواسطته، تتوفّر لنا، إمكانيّة الوصول إلى الآب؛ وكما أن السيّد المسيح مقبول لدى الآب، فهكذا نحن أيضاً، مقبولون لدى الربّ أبينا. ولا عجب أن يتبنّى المسيحيّون الأوّلون الّذين ساروا على خطى المسيح لقب "الطريق "(أعمال الرسل 9: 2). لقد كان طريقهم خدمة الربّ. أمَّا عبارة " اجعَلوا سُبُلَه قَويمَة " فتشير إلى طلب يوحَنَّا من المؤمنين أن يسلكوا السبل مستقيمة، دون التواء أو اعوجاج. إنّ الطريق الّتي يقترحها يوحَنَّا المعمدان هي طريق التوبة. ويُعلق القديس أمبروسيوس"ظهر الصوت (المعمدان) يهيئ الطريق للكلمة (يسوع)". هل سنعيش زمن المجيء بكل أبعاده، لنُعد طريق الرب ونجعل سبله قويمة؟ إن زمن المجيء يُحتِّم علينا أن نكون ساهرين متيقِّظين، وحذرين ومسارعين إلى التوبة وعمل البر، وعيش حياة المصالحة ومحبة القريب استعدادا لعودة ربنا ومخلصنا يسوع.