|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَجاءَ إلى ناحِيَةِ الأُردُنِّ كُلِّها، يُنادي بِمَعمودِيَّةِ تَوبَةٍ لِغُفرانِ الخَطايا، عبارة "تَوبَةٍ" في الأصل اليوناني μετάνοια (تغيير في العقلية) فتشير إلى تبديل في القلوب والنظر في الأمور. وهو موضوع رئيسي عالجه إرميا والأنبياء في العهد القديم، ورد بلفظة عبرية שׁוּבָה أي تغيير الطريق والعودة دون شرط إلى إله العهد. فالتوبة موقف تحوُّل من الخطيئة إلى البِّر، لذلك تقتضي التوبة تغييراً في السلوك واتخاذ اتجاهاً جديداً في أسلوب الحياة كلها، وبالتالي فهي لا تكتفي بالانتماء إلى نسل إبراهيم لنيل الخلاص، بل بتبديل عميق على مستوى السلوك، والانفتاح على ما يطلبه يوحَنَّا المعمدان. وهي من وصايا يسوع الأخيرة لرسله "تُعلَنُ بِاسمِه التَّوبَةُ وغُفرانُ الخَطايا لِجَميعِ الأُمَم، اِبتِداءً مِن أُورَشَليم" (لوقا 24: 37). الله الذي يعمل وما علينا إلاَّ أن نتجاوب مع ندائه بعمل ظاهر. فعلامة التوبة هي قبول العماد. أمَّا عبارة "غُفرانِ الخَطايا" فتشير إلى ستر الخطيئة للمؤمن فرداً كان أو شعباً وعدم حساب الله لها ومحو المعاصي والآثام وستر وجه الله عنها كما ترنَّم صاحب المزامير " طوبى لِمَن مَعصِيَته غُفِرَت وخَطيئَته سُتِرَت" (مزمور 32: 1) وعدم تذكرها (أشعيا 43: 25 وعبرانيين 8: 12). وهنا صدق قول الشاعر والكاتب الإنكليزي وِلْيَمْ شكسبير: "الإنسان يغفر والله ينسى". والغفران هو حقا صفة من صفات الله المقدسة (مرقس 2: 5ـ 12). وعطية الله للمؤمن (أعمال الرسل 13: 38) بواسطة كفارة المسيح عن بني البشر (عبرانيين 9: 9ـ 28). وإن الخطايا سيتم غفرانها تماماً على صورة الجبال التي ستُخفض وتزول كما اعلم يوحنا المنعدمان "كُلُّ وادٍ يُردَم وكُلُّ جَبَلٍ وتَلٍّ يُخفَض والطُّرُقُ الـمُنعَرِجَةُ تُقَوَّم والوَعْرَةُ تُسَهَّل" (يوحنا 3: 5). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|