|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الخاطئة «ابْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّمُوعِ، وَكَانَتْ تَمْسَحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا» ( لوقا 7: 38 ) المرأة الصامتة في منزل سمعان الفريسي كانت من ذات الطابع الروحي الذي لــ“لحَنَّة أم صموئيل” (1صم1). كانت أغنى جميع الحاضرين روحيًا، فقد نالت غفران خطاياها. وهكذا توفر لها ما يمكن أن تُقدِّمه. انفردت بتقدير خاص للرب في وسط جماعة منتخبة من ذوي البر الذاتي من الفريسيين، الذين توجوا هاماتهم بمجد ذاتي، بينما خلت حياتهم من أي عمل مقبول لدى الله. جيد إذًا أن يهتف لوقا قائلاً: «وَإِذَا امْرَأَةٌ ... كَانَتْ خَاطِئَةً ... جَاءَتْ بِقَارُورَةِ طِيبٍ، وَوَقَفَتْ عِنْدَ قَدَمَيْهِ مِنْ وَرَائِهِ بَاكِيَةً، وَابْتَدَأَتْ تَبُلُّ قَدَمَيْهِ بِالدُّمُوعِ، وَكَانَتْ تَمْسَحُهُمَا بِشَعْرِ رَأْسِهَا، وَتُقَبِّلُ قَدَمَيْهِ وَتَدْهَنُهُمَا بِالطِّيبِ». في ذلك السكون الذي خيَّم على المنزل، وفي جو من النقد الصامت، لم يكن يُسْمَع سوى صوت نحيب الخاطئة، ولكنه كان تعبدًا صامتًا ممن نالت كثيرًا، ولذلك أحبت كثيرًا. لقد استغرق عملها هذا وقتًا، ولكن ما أروع ما أدته في ذلك الوقت. فمن تلقاء نفسها أعطت كل شيء. لقد كانت دموعها تنسكب على قدمي الرب، وتاج مجدها ممثلاً في شعرها يمسحهما، ما كان للشعائر الدينية أن تقارن بقارورة طيبها المنسكبة وهي لم تكف عن تقبيل رجليه. وفي الحال تأخذ كلمة “لَوْ” طريقها إلى الأذهان، وفي صمت تتسلل إلى أعماق تلك الجماعة الناقدة «لَوْ كَانَ هَذَا نَبِيًّا، لَعَلِمَ مَنْ هَذِهِ الامَرْأَةُ الَّتِي تَلْمِسُهُ وَمَا هِيَ! إِنَّهَا خَاطِئِةٌ» (ع39). ولكن الرب كان يعلم، ومَنْ سواه يعلم؟ وفي وعي من هذه المعرفة كانت خواطر قلب تلك المرأة تصل إليه هاتفة: “أنت مخلصي”. لم تكن لتلك المرأة دراية وفيرة حتى ذلك الحين، ولكن بتلك المعرفة الثابتة رغم ضآلتها تعبدت له، والرب كعادته لم يتقبلها فحسب، ولكنه أضاف إلى كنز معرفتها الضئيل الشيء الكثير بقوله لها: «إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ! اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ». |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أفكارك الخاطئة عني |
الأحلام الخاطئة |
مع المرأة الخاطئة |
آلة التصويت الخاطئة |
المرأة الخاطئة |