جسد المسيح المشترك يفرض علينا أن كل شيء مشترك. وهكذا في هذا الخط باسيليوس يقول “لا تظن أن ما تنعم به إنما كان لمتعتك الخاصة، تصرف بما بين يديك وكانه ملك الآخرين فإنه قد يفتنك إلى حين إلا أنه سيتلاشى”، إلى أن يصل إلى هذا المقطع الرهيب الذي صار كلاسيكيًا. يقول البخيل: إلى من أسيء إذا أنا إحتفظت بما املك. ولكن قل لي ما هي الخيرات التي تملكها حقًا؟ من أين جئت بها؟ أنت أشبه بإنسان جلس في المسرح يريد منع الآخرين من الدخول ويبغي التمتع وحيدًا. كذلك الأغنياء يظنون انفسهم أنهم أسيادًا على الأملاك العامة التي إستولوا عليها لأنهم جاءوا أولاً. لو أن كل منا لا يحتفظ إلا بما هو ضروري بسد حاجاته العادية ويترك ما يفيض عنه للمحتاجين لمحي الفقر والغنى. ألم تخرج عريانًا من أحشاء أمك. ألن تعود إلى الأرض عريانًا؟ فمن أين أتاك مالك الحل؟ إن اجبت من الصدف كنت جاحدًا ملحدًا لأنك لاتعرف قوانين خالقك. إن إعترفت أنها من هبات الله قل لنا ما سبب غناك؟ هل هو من ظلم الله الذي لم يقسم الثروات للإقتسام بين الجميع؟ لما كنت غنيًا وكان ذاك غنيًا؟ إلى أن يقول: إذا كنت بخيلاً ألست إذًا سرّاقًا؟ الخيرات التي دفعت إليك للتعهدها إستوليت عليها. من يجرد رجلاً من ثيابه يدعى نهّابًا ومن لا يكسو عري المسكين وهو يستطيع ذلك أيستحق إسمًا آخر؟الخبز الذي تخبؤه هو ملك الجميع وملك العريان ذاك المعطف، وملك الحذاء لحافي القدمين، يعود الحذاء الذي يحترق في بيتك، وللمعوز يعود للذي تتدخر.
المطران جورج خضر متروبوليت جبيل والبترون للروم الأرثوذكس