محبة الخطية من أسباب قساوة القلب
من جهة قساوة القلب الإنسان من نحو الله فإن أهم سبب هو محبة الخطية.
محبة الخطية
إن محبة الخطية تسبي القلب، فتجعله يتعلق بها، وينسي الله وكل ما يختص به، بل ينظر إلى الله كعدو يريد أن يمنعه عن الخطية التي يحبها. وهكذا يتقسَّى قلبه من جهته.
ولعله لهذا السبب قال الكتاب إن "محبة العالم عداوة لله" (يع4: 4).
الشاب الغني لما أحب المال، تقسي قلبه أمام المسيح، وتركه ومضي حزينًا (مت19: 22). وامرأة لوط لما أحبت خيرات سادوم، تقسي قلبها حتى حينما كان الملاك ممسكًا بيدها ولم تنظر إلى الله الذي أنقذها ومحبته لها بل نظرت إلى سادوم، فتحولت إلى عمود ملح (تك19).
وأكثر من الشاب الغني وامرأة سادوم، تقسي قلب فرعون، لما أحب سلطته من جهة وأحب أن ينتفع بتسخير شعب بأكمله. لذلك لم يستفيد من كل المعجزات والضربات.
كذلك فإن الوجوديين الملحدين الذين أن يتمتعوا بوجودهم بعيدًا عن وصايا الله من أجل محبتهم للعالم تقسي قلبهم حتى أنكروا وجود الله نفسه. وقال فيلسوفهم: [خير لي أن الله لا يوجد، لكي أوجد أنا]!
ومحبة الخطية أثرت على شمشون الجبار فنسي نذوره ونسي كرامته، وباح بسر قوته، إذ كان قد تقسي القلب تجعل الإنسان يتمسك بالخطية ويؤجل التوبة وكلما يسمع صوت الرب في قلبه، يطغي عليه صوت الخطية ومحبة العالم والجسد فتقسي القلب ويرفض عمل النعمة فيه..