من قانون الإيمان لقداسة البابا شنودة الثالث
- و تأنس
صار إنسانًا كاملًا، له طبيعة ناسوتية. لذلك قال الرسول "يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح.." (1 تي 2: 5). ذلك لأن الحكم صدر ضد الإنسان. فيجب أن الذي يموت يكون إنسانا من نسل ذلك الإنسان.
فإن لم يكن إنسانًا كاملًا، لا يكون قد شابهنا في كل شيء. ولا يكون قد أخذ طبيعتنا المحكوم عليها بالموت.
نقول هذا لأنه قامت هرطقة تقول أن السيد المسيح لا يحتاج إلي روح إنسانية يحيا بها. يكفي أنه يحيا بلاهوته المتحد به. يحيا بالروح القدس المتحد به أقنوميًا وليس بروح بشرية!! وقد حرم المجمع المسكوني الثاني المنعقد في القسطنطينية سنه 381 م هذه الهرطقة (هرطقة أبوليناريوس)، لأنها تقلل من ناسوت المسيح. فلا تجعل له ناسوتًا كاملا بل مجرد جسدا!! وأصبحت عبارة "تجسد وتأنس" تتلي في قانون الإيمان، ونصليها أيضا في القداس الإلهي.. اعترافا بناسوت المسيح الكامل، الذي ناب عن البشر مقدما نفسه ذبيحة عن خطايانا. وهكذا قال الرسول "وسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع" (1 تي 2: 5، 6). وبهذا كان السيد المسيح يتمسك بلقب (ابن الإنسان)، ويكرره كثيرا، لأنه يمثل نيابته عن الإنسان عموما في موته عن الخطية.. وبالقبطية تأنس أي صار إنسانا. صار الإنسان القدوس. الذي اتحد به اللاهوت داخل بطن العذراء منذ أول لحظة للحبل المقدس لما حل عليها. أما القديسة مريم فقد حبل بها حبلًا عاديًا. لذلك تحتاج إلي الخلاص كباقي البشر وهكذا قالت في تسبحتها".. وتبتهج روحي بالله مخلصي" (لو 1: 47).