|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الراهب القمص بطرس البراموسي أيتها الجميلة بين النساء لقد تغنَّى آباء الكنيسة العِظام في مدح سيدة النساء وفخر جنسنا أم النور الطاهرة العفيفة والدة الإله القديسة مريم، فخر الأمة وسيدة السمائيين والأرضيين التي لم يوجد مَنْ يشبهها كما نقول في مرد ثيئوطوكية يوم الأربعاء بتسبحة نصف الليل: "تطلَّع الآب من السماء فلم يجد مَنْ يُشبهك، أرسل وحيده أتى وتجسَّد منكِ". ولذلك أعدّ الله البشرية لفِكر التجسد العجيب بآلاف السنين، ولما جاء الوقت المناسب حدث التجسد الإلهي الفائِق العقول البشرية، والمُتعالي على الإدراك والفهم والتفسير: "وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ" (غل 4: 4). أمَّا عن الفتاة العفيفة، المتضعة، أمَة الرب وأمّه، العبدة الأم، السماء الثانية، التابوت المُصَفَّح من كل ناحية بالذهب، قسط المّنّ، والمنارة الذهبية.. وغير ذلك من الألقاب والأوصاف تحيَّر فيها جميع الألباب كيف يصفوها، كيف يعطوها حقها، وكيف حملت إلهها مخلص العالم واحتملت حرب الذات والكبرياء الشرسة؟! فهي كإنسانة مُعَرَّضة لكل الحروب، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فجهادها لا يوصَف، ولا نستطيع أن نتكلَّم عنه، لأنه كيف كانت تحيا طوال التسعة أشهر وهو في بطنها، وكيف كانت ترضعه وتربيه وتتخاطَب معه؟! هل كان حديثها مع ابنها أم إلهها، هل كانت تتعامَل معه كطفل مثل سائر الأطفال أم إلهها وربها.. هذه الأسرار والألغاز لا نستطيع حلَّها أو الاقتراب إليها، فهي سرّ عجيب كان داخل الجميلة بين النساء: "إِنْ لَمْ تَعْرِفِي أَيَّتُهَا الْجَمِيلَةُ بَيْنَ النِّسَاءِ، فَاخْرُجِي عَلَى آثَارِ الْغَنَمِ، وَارْعَيْ جِدَاءَكِ عِنْدَ مَسَاكِنِ الرُّعَاةِ" (نش 1: 8). عن هذه الجميلة قال: الأب بروكلس بطريرك القسطنطينية (429 م.): "القديسة مريم.. هي معمل اتحاد الطبائع.. هي السوق الذي يتم فيه التبادل المُبَجَّل.. هي الحِجال الذي فيه خطب "الكلمة" الجسد". القديس غريغوريوس صانع العجائب: "جاء الكلمة الإلهي من الأعالي، وفي أحشائكِ المقدسة أُعِيد تكوين آدم (الخليقة الجديدة في المسيح)". القديس غريرغوريوس النيصي: "لم تُحَل بتولية العذراء الطاهرة خلال الميلاد غير الدنس، كما لم تقف البتولية في طريق ميلاد عظيم كهذا". القديس جيروم: "مع أن الباب كان مغلقًا، دخل يسوع إلى مريم، القبر الجديد المنحوت في صخر، الذي لم يرقد أحد فيه من قبله ولا بعده، إنها جنة مغلقة، ينبوع مختوم (نش 4: 12). هي الباب الشرقي الذي تحدث عنه حزقيال (44: 2)، المغلق على الدوام، المملوء نورًا.. يدخل إلى قدس الأقداس، منه يدخل ويخرج من هو على رتبة ملكي صادق. دعوهم يخبروني كيف دخل يسوع والأبواب مغلقة، وأنا أجيبهم كيف تكون القديسة مريم أمًا وعذراء بعد ميلاد ابنها، وكيف تكون أمًا بغير زواج". الأب ثيؤدوسيوس أسقف أنقرة: ";حقًا لا تعرف الطبيعة عذراء تبقى هكذا بعد إنجاب الطفل، أما النعمة فجعلت العذراء والدة وحفظت بتوليتها. النعمة جعلت العذراء أمًا، ولم تحل بتوليتها.. أيتها الأرض غير المفلَّحة التي ازدهرت وجاءتنا بثمر يخلصنا! أيتها العذراء التي فاقت جنة عدن المبهجة..! العذراء ممجدة أكثر من الفردوس، لأن الفردوس فلَّحه الله، أما مريم فأنبتت الله نفسه حسب الجسد، إذ بإرادته شاء أن يتحد بالطبع البشري". القديس كيرلس السكندري: "السلام لمريم والدة الإله، كنز العالم كله الملوكي، المصباح غير المطفي، إكليل البتولية، صولجان الأرثوذكسية، الهيكل غير المُدرَك، مسكن غير المحدود. السلام لكِ، يا من حملتِ غير المُحوى في أحشائك البتولية المقدسة". القديس إيريناؤس: "مع أن حواء كان لها زوج هو آدم، كانت لا تزال عذراء، بعصيانها صارت سبب الموت لنفسها ولكل الجنس البشري. هكذا مريم أيضًا وهي لها رجل مخطوبة وكانت عذراء، عندما قدَّمت الطاعة صارت سبب الخلاص لنفسها ولكل الجنس البشري.. هكذا انحلَّت العقدة التي سببها عدم طاعة حواء بطاعة مريم. ما قد ربطته العذراء حواء بشدة بعدم إيمانها، حلَّته العذراء مريم بالإيمان". القديس مار أفرآم السرياني يعقد مقارنة بين حواء والقديسة مريم، فيقول: "استترت حواء في بتوليتها بأوراق العار. أما أمك "القديسة مريم" فلبست في بتوليتها ثوب المجد الذي يكفي الجميع. قدمت قطعة من الملابس (الجسد) لذاك الذي يكسو الجميع.. بالعين رأت حواء جمال الشجرة، فتشكلَّت مشورة القاتل (الشيطان) في ذهنها.. أما مريم فبالأذن أدركت غير المنظور الذي جاءها خلال الموت. لقد حملت في أحشائها القوة التي جاءت إلى جسدها.. لتصغي حواء أمنا الأولى، ولتقترب إليّ، لترفع رأسها التي انحنت بالعار الذي لحق بها وهي في الجنة. لتكشف عن وجهها وتشكرك، لأنك نزعت عنها ارتباكها! لتحمل صوت السلام الكامل فإن ابنتها دفعت الدين عنها. الحيَّة وحواء حفرا قبرًا وألقيا بآدم المخطئ في الجحيم، أما جبرائيل فجاء وتكلم مع مريم، وهكذا فتح السرّ الذي به يقوم الأموات من جديد.. مريم هي جنة عدن التي من الله، ففيها لا توجد حيَّة تؤذي.. ولا حواء التي تقتل، إنما غُرست فيها شجرة الحياة التي أعادت المنفيين إلى عدن". القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس: "تطلعت مريم إلى حواء وإلى اسمها ذاته "أم كل حيّ"، كإشارة سرِّية عن المستقبل، لأن "الحياة" نفسه وُلِد من مريم، وهكذا صارت "أم كل حيّ". لا نستطيع أن نطبق العبارة "أضع عداوة بينك وبين المرأة" (تك 3: 15) على حواء وحدها، إنما بالحقيقة تحققت عندما وُلِد القدوس الفريد من مريم بغير زرع بشر". القديس أمبروسيوس أسقف ميلان: ""إذ أراد الرب أن يخلص العالم بدأ عمله بمريم، حتى أنه خلال الخلاص الذي أعد للجميع، تكون هي الأولى تنعم بثمرة الخلاص المقدم بواسطة الابن". يعوزنا الوقت الطويل والصفحات الكثيرة التي نكتب فيها أمنا وشفيعتنا كليَّة الطهر العذراء والدة الإله، ولا يوفيها كثرة الكلام، ولكن هذه بعض شذرات مما تَغَنَّى به آباء الكنيسة في وصف أم جميع الأحياء، سيدة السمائيين والأرضيين، أمنا الحنونة مريم. |
28 - 12 - 2021, 10:17 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أيتها الجميلة بين النساء
شفاعتها تكون معنا ربنا يبارك حياتك |
||||
29 - 12 - 2021, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: أيتها الجميلة بين النساء
بركة صلوات ام النور تفرح قلبك
|
||||
29 - 12 - 2021, 08:41 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: أيتها الجميلة بين النساء
شكرا جدا
ربنا يبارك خدمتك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
( نش 1: 8 ) إن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء |
( نش 5: 9 ) أيتها الجميلة بين النساء |
قالوا عنكِ.. أيتها الجميلة بين النساء |
أين ذهب حبيبك أيتها الجميلة بين النساء؟ |
إن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء |