|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
. ...(.سامحوا تجاوز خيالي الروحي ولكن قبل ان تحكموااكملوا التامل لنهايته) حين دخل المجوس الثلاث المغارة قادمين من بلاد الفرس البعيدة تقدم كاسبار من الطفل الإلهي وركع أمام المذود وقدم الذهب.. .مستحق هو ملك الملوك الذهب ولكنه نسي أنه خالق كل المعادن الثمينة ودافنها في باطن الأرض .. ليس محتاجا" ذهبا" تقدم مليكور وسجد وقدم اللبان. كرائحة سرور أمامه.. حسن فعل لأنه كاهن الله العلي على رتبة ملكي صادق ولكنه وجد أن المغارة ممتلئة من رائحة الوهيته ونسمة روحه القدوس ولا حاجةله للبان وتقدم بلتازار وسجد وقدم المر لكونه ابن الإنسان الذي سيصلب ويذوق مر كأس خطيئتنا ولكن الطفل الإلهي بقي حزينا" صامتا" بعد انصرافهم وعيناه تترقبان باب المغارة الباردة إلا من حرارة ألوهيته وإذا بمجوس رابع يستأذن مريم ويوسف الدخول ليقدم السجود للطفل والدموع لا تتوقف من عينيه.. تكلم بصوت متقطع وخجل وهو يقول : خجل أنا منك يا سيد الأسياد وملك الملوك.. كانت بحوزتي ثلاث جواهر ثمينة جئت بها لأقدمها لك مع ثلاث ملوك من المجوس وفي الطريق والنجم يهدينا هبت عواصف شديدة فمررنا بجانب فندق وجدت شيخا"يرتجف من البرد ولا نقود له ليدخل الفندق ليقضي ليلته فأعطيته جوهرة وأدخلته الفندق وحين خرجت فقدت أثر رفاق دربي.. وظننت أن النجم فارقني ولكنني وجدته أكثر إشراقا" من ذي قبل. فتابعت طريقي ودخلت أورشليم ووجدت رجلا" يستجدي المال ليعالج وحيده فما كان مني أن ناولته جوهرة أخرى. فقلت في نفسي الجوهرة الأخيرة هذه لن أفرط بها مهما كان لأنها ستخلصني من خجلي وأنا ساجد أمامك فدخلت بيت لحم سمعت صراخ وعويل أم تريد تخليص إبنها الرضيع من يد جندي من جنود هيرودس الذي أمر بقتل أطفال بيت لحم فما كان مني أن اعطيت الجندي الجوهرة الأخيرة مقابل إعادة الطفل لأمه.. وها أنا فارغ اليدين سامحني لا شيئا" أقدمه لك. وإذا بطفل المذود يبتسم وصوت سماوي يدوي في أرجاء المغارة : (تعال يا مبارك أبي.. كل ما فعلته بهؤلاء إخوتي الصغار فبي فعلته أيضا") سيدي وربي أعرف أنك لم تأت لأرضنا لتؤسس ديانة أو تدعو لفكر فلسفي بل لتؤسس كنيسة مجيدة تدعو فيها لحياة تعاش معك سيدي أعرف أنك مالك وخالق الكون وما حاجتك للذهب واللبان والمر بل جئت لتملك القلوب وتسكن فيها رغم صغرها وأنت لا يحدك الكون كله تريدنا المجوس الرابع الذي عرف كيف ينتزع من ثغرك الصغير إبتسامة غسلت قديمه وجددته وأكسبته الفرح والسلام الدائمين المجد لك ياطفل المغارة الشكر لك يا مولود المذود (المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تأملات فى سفر التكوين الاصحاح الرابع |
تأملات فى سفر التكوين الأصحاح الرابع |
تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب الجزء الرابع |
تأملات فى سفر التكوين الأصحاح الرابع عشر |
مذكّرات ميلادية من رحلة المجوس |