[COLOR="Navy"]تكوين 1 يذكر نبت الأعشاب من الأرض، وتكوين 2 يذكر العكس[/COLOR]
سؤال: ورد في سفر التكوين: 1: 11 و قال الله لتنبت الارض عشبا و بقلا يبزر بزرا و شجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه بزره فيه على الارض و كان كذلك، 1: 12 فاخرجت الارض عشبا و بقلا يبزر بزرا كجنسه و شجرا يعمل ثمرا بزره فيه كجنسه و راى الله ذلك انه حسن. ويعود ويقول الوحي في ما بعد: 2: 5 كل شجر البرية لم يكن بعد في الارض و كل عشب البرية لم ينبت بعد لان الرب الاله لم يكن قد امطر على الارض و لا كان انسان ليعمل الارض. وهنا السؤال: كيف ذكرت أول مرة أن الرب خلق العشب والشجر ويعود يقول ((كل عشب البرية لم ينبت بعد))؟
الإجابة:
كالعادة، تعوَّد عزيزي من عدم اقتطاع آية من وسط سياق الحديث، واستخدامها في أي من الأمور.. فالكتاب المقدس وحدة واحدة، وليس وحدات منفصلة.. وهو ما نطلق عليه "خطورة استخدام الآية الواحدة" (اضغط على الرابط السابق من موقع الأنبا تكلا). فيجب عند وضع أي آية أن ترى مُلابساتها، وظروفها، ووضعها في الحديث، ووضعها في الجملة والفقرة التي أتت بها، وشخص قائلها، وموجة لِمَن.. إلى آخره..
دعنا نضع الآيات في ترتيبها الصحيح، ووضعها في الجمل(*):
(أ) الإصحاح الأول من سفر التكوين يتحدث عن قصة الخلق، من خلق المياه والأنوار والكواكب والحيوانات والنباتات حتى الإنسان.. ويتناول الأمر ببعض التفصيل.
(ب) أما الإصحاح الثاني من سفر التكوين، فيتناول الأمر في فقراته الأولى كعرض عام لما حدث بالفعل.. مثلما يكون واعظ أو خطيب يعرض موضوعه بالتفصيل، ثم عندما يريد أن ينتقل إلى نقطة أخرى، يقوم بعمل ملخص وعرض سريع لما قاله للتأكيد summary.. فنرى الآيات "كاملة" تقول:
"فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا. وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابعَ وَقَدَّسَهُ، لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا.
"هذِهِ مَبَادِئُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حِينَ خُلِقَتْ، يَوْمَ عَمِلَ الرَّبُّ الإِلهُ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ. كُلُّ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي الأَرْضِ، وَكُلُّ عُشْبِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَنْبُتْ بَعْدُ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَمْطَرَ عَلَى الأَرْضِ، وَلاَ كَانَ إِنْسَانٌ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ. ثُمَّ كَانَ ضَبَابٌ يَطْلَعُ مِنَ الأَرْضِ وَيَسْقِي كُلَّ وَجْهِ الأَرْضِ. وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً" (سفر التكوين 2: 1-7).
فهو يعود لتأكيد ما سبق وقاله، فكأنه يقول ما معناه: ما قُلناه سابقًا هو مبادئ السموات والأرض حيث خُلِقَت، عندما عمل الرب السموات والأرض، ساعتها لم يكن هناك شجر بعد، ولا عشب، حيث لم يكون هناك مطرًا حينئذٍ..
والدليل على أن الأمر هو مجرد للتأكيد والعرض العام للإصحاح الأول، هو أنه يعود فيقول: "وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ..."، أي ها هو يعود لذِكر أمرًا قد سبق أيضًا وقاله في الأصحاح الأول..
سؤالك له علاقة باللغة والنحو، وليس سؤالًا دينيًا! ولكننا رأينا وضعه في الموقع، ربما يلتبِس الأمر بنفس الطريقة على آخرين..
_____