|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
- القمص إشعياء عبد السيد فرج
الإضاءة والأنوار في الكنيسة يجب أن تكون الكنيسة مضاءة بالأنوار وقت الصلاة وخصوصًا في وقت القداس، وليس المقصود بالأنوار في الكنيسة مجرد الإضاءة الضرورية بل تضاء الكنيسة لو كانت الصلاة وضح النهار (دسقولية) فليس الغرض منها الإنارة بل الإشارة إلى حضور الله الساكن في النور ولا يدنى منه (1تي 6: 16) والذي يضيء المسكونة. وحيث أن الكنيسة تمثل السماء على الأرض، فيجب إذا أن تضاء على مثالها والأنوار كذلك تدل على اشتعال قلوب المسيحيين بالإيمان والمحبة لله ولقديسه وفوق كل ذلك لإظهار الكنيسة في مجد وبهاء. وكما أنه عندما تجلى السيد المسيح على الجبل مع تلاميذه ظللته سحابة منيرة وأضاء وجهه كالشمس، وصارت ثيابه كالنور، كذلك توقد الشموع أمام المذبح لتذكرنا دائمًا بهذا التجلي المجيد، وأن السيد يتجلى في كنيسته كما فوق ذلك الجبل (مت 17). * أمر إلهي: ويجب أن نلاحظ أن إيقاد الأنوار في الكنيسة هو بأمر إلهي، إذا أن أمر أن توقد المنارة في خيمة الاجتماع أمام مائدة البخور وخبز الوجوه. ومعروف أن الأنوار لم تكن رمزًا حتى تبطل بل ظلت وستبقى، وكانت المنارة تضاء باستمرار في الليل والنهار لأنها كانت تلازم التقدمات، ومعروف أن الذبائح والقرابين كانت تقدم في الصباح والمساء *تسليم إلهي: ذلك لأن الرب عمل فصحه ليلًا إذًا أوقدت الشموع والمسارج، ولهذا حافظت الكنيسة على هذا النظام فظلت توقد الشموع و القناديل ولو كانت الصلاة في رابعة النهار، لكي تستحضر للأذهان ما عمله رب المجد تمامًا. قال صاحب ريحانة النفوس ص 131 " بما أن الرب قد تثبت أولً في الليل وكانت أعياد المسيحيين المعروفة بولائم المحبة تصنع مساءً بقى استعمال الضوء بعد ذلك لأجل المشابهة التامة بينهما. *تسليم رسولي: و سفر الأعمال يذكر لنا في الإصحاح الـ20 أن التلاميذ كانوا مجتمعين في أول الأسبوع ليكسروا خبزا… وكانت مصابيح كثيرة في العلية التي كانوا مجتمعين فيها"ومعنى هذا أن المصابيح كانت مضاءة وقت كسر الخبز واستمرت إلى أن انتهى بولس الرسول من خطابه، وهذا يوافق ما أمر به الرسل كما ورد في الدسقولية " يجب أن تكون الكنيسة مضاءة بأنوار كثيرة على مثال السماء ولا سيما عند قراءة فصول الكتب المقدسة (دسقولية 10: 35) وقد جرت العادة أن تضاعف الأنوار أثناء الخدمة المقدسة وتوقد الشموع أمام الأسرار، وكلما انتقلت من مكان إلى لآخر كالنجم الذي يشير إلى مكان المسيح وجاء في رسالة بطرس الرسول لإقليموس "تقاد الأنوار في الكنيسة بالشمع والقناديل وتكون لامعة جدًا". * تدل على عظمة الله وإيقاد الأنوار في الكنيسة شيء مناسب للدلالة على عظمة الله تعالى وهو الماسك السبعة الكواكب (رؤ 2: 1) وأمام عرشه سبعة مصابيح نار (رؤ 4: 5) وقد رأى صاحب الجاليان ابن الإنسان بين السبع المنائر الذهب متسربلً بثوب إلى الرجلين ومتمنطقًا عند ثدييه بمنطقة من ذهب (رؤ 1: 12) والأنوار تناسب الله المتسربل بالمجد والجلال (مز 93: 1؛ 104: 10). تناسب كلام الله: والأنوار تناسب كلام الله، قال القديس إيرونيموس "إن الكنيسة تضيء الأنوار وقت قراءة الإنجيل إظهارًا لفرحها بالبشارة التي سمعتها من الإنجيل عن يسوع نور العالم وقال الحكيم لأن الوصية مصباح والشريعة نور وتوبيخات الأدب طريق الحياة (أم 6: 23) وقال داود النبي "سراج لرجلي كلامك ونورًا لسبيلي" (مز119: 105). * تذكرنا بمواعيد الله فهي تذكرنا بالقديسين الذين يضيئون كالشمس في ملكوت أبيهم (مت 13: 43) وتذكرنا بالدرجة التي أعطانا إياها السيد بقوله أنتم نور العالم. وانه أتى ليضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت (لو 1: 78) وأنه النور الحقيقي الذي ينير لكل إنسان آتيًا إلى العالم (يو 1: 9) وأنه نور العالم ومن يتبعه لا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة (يو 8: 12) وأنه بنوره نعاين النور. قال داود بنورك يا رب نعاين النور. *تناسب خدمة العهد الجديد: لأنه إن كانت خدمة العتيقة قد التزمت أن تكون وسط الأنوار فكم بالأولى تكون خدمة الأسرار الإلهية في مجد أكثر، وجلال أوفر على قدر سموها لأنه إن كانت خدمة الموت المنقوشة بأحرف في حجارة، قد حصلت في مجد فكيف لا تكون بالأولى خدمة الروح في مجد (2كو7:3، 8) ولهذه الأسباب جميعًا استعملت الكنيسة الجامعة الأنوار وقت الخدمة المقدسة حتى أن البروتستانت أنفسهم، مع أنهم لا يستعملون الأنوار وقت صلواتهم يؤكدون هذه الحقيقة فيذكر صاحب كتاب ريحانة النفوس في ص 130 " إن استعمال الشموع في المعابد كان في الجيل الثالث وقال إن إيرونيموس الذي عاش في الجيل الرابع قال إنها كانت تستعمل نهارًا ". |
03 - 12 - 2021, 11:24 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الإضاءة والأنوار في الكنيسة
موعد ومواد الإضاءة في الكنيسة
أما مواد الإضاءة فهي الشمع والزيت. ويجب أن يكون شمع العسل دون سواه إشارة إلى وجوب تحلي الكاهن بالفضائل. وكما تجتهد النحلة في أن تجمع العسل من زهور كثيرة. كذلك يجمع الكاهن القداسة من الفضائل الكثيرة. * أما الزيت فهو زيت الزيتون فقط كما أمر الرسل في القانون الثالث، ويدل الزيت على الأعمال الصالحة كما ذكر رب المجد في مثل العذارى الحكيمات. وهو يشير إلى نعمة الله المنسكبة التي تلين القلوب كما يلين الزيت الجراح. وهو شمع العسل يعتبر أن أنقي مواد الإضاءة الخالية من المواد الحيوانية -ويجب أن نحذر من إضاءة المذبح بأنواع الشموع الأخرى لأنه يدخل في تركيبها مواد ودهون حيوانية محرم إدخالها إلى الهيكل. * أما الأنوار الصناعية فممنوعة إلا إذا كان الغرض منها مساعدة الإنارة فقط ونلاحظ أن كنيسة القيامة بالقدس، والكنيسة الروسية هناك، وغيرهما لا تضاء إلا بالقناديل والشموع دون استعمال الكهرباء. وشمع العسل وزيت الزيتون يشيران إلى نقاوة وصفاء عطايا الله -ولقد تعود المؤمنون منذ فجر المسيحية، خصوصًا في بلاد الشرق، أن يقدموا للكنيسة الشموع عند دخولهم ويوقدونها أمام الأيقونات. وثمة اعتراض من بعض الطوائف غير الرسولية أنه لا ضرورة لضياع الأموال في إيقاد هذه الشموع الكثيرة في الكنيسة، والأجدر أن يقدم المؤمنون ثمنها لأمور ذات أهمية، فما أشبه اعتراض هؤلاء باعتراض يهوذا على تلك المرأة الفاضلة التي قدمت قارورة طيب نادر وسكبتها فوق رأس المخلص إذ قال لماذا هذا الإتلاف وكان الأفضل أن تباع هذه بثلاث مائة دينار وتعطى للمساكين فوبخه السيد على رأيه هذا بأسلوب لطيف. |
||||
03 - 12 - 2021, 11:25 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الإضاءة والأنوار في الكنيسة
القنديل في إضاءة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
# الشمع في طقس الخدمة: يجب أن نلاحظ أن الشمعة التي يخرج بها الشماس من باب الهيكل ويتقدم الكاهن عند قراءة إنجيل القداس تشير إلى يوحنا المعمدان الذي سبق السيد المسيح ليمهد الطريق قدامه، كما أن وضع شمعة أو ثلاث شمعات على الصليب عند مباركة الشعب إشارة إلى أن الذي علق على الصليب هو المسيح نور العالم وأنه بالصليب نقلنا من الظلمة إلى نوره العجيب (1 بط 2: 9). وتوقد الشموع أمام أيقونات القديسين، وقد جرت العادة أيضًا بوضع شمعدانين في الهيكل ملاصقين للمذبح وليس عليه. وهذه العادة ما زالت موجودة في كنائس الأديرة وفي بعضها نجد أن هذه الشمعدانات من الأحجار وملاصقة للمذبح من جانبه القبلي والبحري. ولكن في كثير من الكنائس يقام شمعدانان فوق المذبح من الجانبين، وهذا ما يتفق مع ما تعمله الكنائس الغربية. # المنارات: وعن وضع الشمع في الكنيسة في الشمعدانات يوضع فوق المنارات. المنارة: عبارة عن عمود محمول بثلاثة أرجل أو قاعدة مستديرة وفوقها قرص خشبي مستدير قد يكسى بالمعدن ويوضع فوقها الشمع. ويذكر بولس السيلانتياري منارة من الفضة في كنيسة القديسة صوفيا، وذكر عن البابا سلفستر أنه عمل منارة من الذهب الخالص، وأن أدريان الأول عمل منارة على هيئة صليب تحمل 1370 شمعة. والعادة أن توضع منارتان خارج باب الهيكل من ناحيتيه تشيران إلى العهد القديم والعهد الجديد. # القناديل وتضاء الكنيسة أيضًا بالقناديل وهذه تملأ بزيت الزيتون، وهو يشير إلى نقاء النفس وطهارتها، وتصنع القناديل من الزجاج أو النحاس أو الفضة أو الذهب وأقدم هذه القناديل تلك التي صنعت من الزجاج، وقد برع الأقباط في هذه الصناعة فعملوا قناديل زجاجية آية في الجمال، قال عنها "بطلر Bytler": أني أذكر بالحسرة والألم تلك القناديل الزجاجية المنقوشة بالرسوم البديعة والمكتوب عليها الآيات المقدسة بالألوان الجذابة. وهذه تمثل صناعة فناني القرن الثالث عشر، والتي كانت تتألق أمام الهيكل القبطي … لقد اختفت الآن وواحدة أو اثنتان منها توجدان في المتحف البريطاني". وهذه القناديل الجميلة كانت عبارة عن إناء خارجي كغلاف لإناء الزيت الداخلي، وكان الضوء المنبعث منها أثناء الطلاء بالميناء الملونة باهرًا جدًا وكان لكل قنديل ثلاثة أيدي يعلق منها، وهذا الشكل من القناديل ولكن بزجاج عادي لا يزال موجودًا في كنيسة أبي سرجة، وهذه لا يستعملونها سوى مرة واحدة في السنة يوم الجمعة الكبيرة أمام أيقونة الصلبوت. ويقول بطلر: أن مثل هذه القناديل العجيبة كانت موجودة في كثير من كنائس القاهرة وكنائس الصحراء، ولكنها جمعت قبل الحرب بأمر من رياض باشا رئيس الوزراء وحفظت في المكتبة العامة ثم نقلت إلى متحف الآثار العربية. وجاءت صناعة القناديل من الفضة والذهب لما فقدت صناعة الزجاج، وأنك لتجد من هذه القناديل أشكالًا جميلة عجيبة، كما ترى في كنيسة حارة الروم خصوصًا في دير الأمير تادرس. وهذه القناديل مصنوعة بالحفر على المعادن، وكثير منها من الفضة الخالصة، وهي على مثال القناديل الزجاجية القديمة. والعادة أن تطفأ الشموع والقناديل عقب الانتهاء من الصلاة، ما عدا قنديل الشرق الذي يشير إلى النجم الذي أرشد المجوس، وقنديل الاسكنا أي القبة، والسبب في ذلك: * كي لا تدخل نار غريبة إلى الكنيسة. * إطاعة لأمر الله القائل " لتكن في قبة الشهادة سرج موقدة على الدوام". وجاء في كتاب الجوهرة النفيسة ما نصه: "ولا يجوز دخول أحد إلى هيكل الله لإيقاد قنديل الشرق إلا الشماس المختص بذلك". |
||||
04 - 12 - 2021, 11:43 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الإضاءة والأنوار في الكنيسة
في منتهى الجمال ربنا يباركك |
||||
04 - 12 - 2021, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: الإضاءة والأنوار في الكنيسة القمص إشعياء عبد السيد فرج
شكرا للمرور الجميل
الرب يباركك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|