وأما مرثا فكانت مرتبكة في خدمة كثيرة.
فوقفت وقالت يا رب أما تبالي بأنَّ أختي
قد تركتني أخدم وحدي. فقُل لها أن تُعينني
( لو 10: 40 )
صحيح إنه يبالي بنا ويهمه دقائق وصغائر حياتنا وطرقنا، وأدنى خدمة تُقدَّم له هي نفيسة لدى قلبه المُحب ولن ينساها. ومهما أمرنا بعمل فلنعمله له ببساطة، ولا داعي أبداً لمزاحمة الواحد للآخر، فهناك مجال لكل خادم، وميدان الخدمة مفتوح للجميع، لنا كلنا أن نكون في شركة متينة، ولنا أن نسجد ونعبد ونعمل ونخدم، كل هذا مقبول عنده. أما متى شرعنا في مقارنة أعمالنا بأعمال غيرنا، انقطعت شركتنا مع فكر السيد. فظنت مرثا بدون شك أن أختها مقصّرة في الخدمة، وكانت على ضلال لأن أحسن استعداد للخدمة لا يتأتى إلا بالجلوس عند قدمي السيد لاستماع كلامه. ولو أدركت مرثا ذلك لكفَّت عن الشكوى من أختها، ولكن بما أنها بدأت تقارن بينها وبين أختها وأخذت في الشكوى ضدها، اضطر السيد أن يعلمها أن الآذان السامعة والقلب الساجد لهما أفضل من اليد العاملة.