|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أعظّمك يا إلهي الملك
المزمور المئة والخامس والاربعون 1. المزمور المئة والخامس والاربعون هو مزمور مديح للرب العظيم القوي المجيد: الرب عظيم وحميد، وعظمته لا حدود لها. ينشد ملكوت الله العجيب: ملكوتك ملكوت أبدي، فيهدف إلى أن يعطي تعليمًا للمؤمنين: الرب عادل في كل طرقه، ورحيم في جميع أعماله. 2. عظمة الله الملك وصلاحه. آ 1- 2: بداية النشيد: أباركك كل يوم، أسبِّح اسمك. آ 3- 6: ننشد للرب لأنه إله عظيم: أعماله جبارة عجيبة. آ 7- 9: ننشد للرب لأنه إله صالح: الرب صالح للجميع، ومراحمه على كل ما صنع. آ 10- 13: ننشد لله الملك ونحدِّث بمجد ملكوته. آ 13- 16: ننشد لله الذي يهتم ويعتني بالمحتاجين: تبسط يديك فتشبع كل حي. آ 17- 20: ننشد لله الذي ينظر بعطف إلى الأتقياء والصديقين: الرب قريب من جميع الذين يدعونه بالحق. آ 21: نداء أخير: كل بشر يبارك اسمه القدوس مدى الدهر وإلى الأبد. 3. عمل الله في الكون: عمل خلق وعمل خلاص. معجزاته وأعماله العظيمة حاضرة أمامنا، ومراحمه على كل مخلوقاته. هو يخلّص شعبه، لا بل يخلّص كل بشر. هو يسمع صوت استغاثة من يدعونه، ويحفظ جميع محبّيه. - عمل الله يعمُّ الكون، ومراحمه تُفاض على كل مخلوق. الرب يهتم بشعبه، هذا ما لا شكّ فيه، ولكنه يهتم أيضًا بالكون كله. ونلاحظ في هذا السبيل أننا نقرأ كلمة "كل" 18 مرّة. الله يهتم بالجميع وينتظر التسبيح والحمد من الجميع: كل صنائعه (آ 9)، كل كائن حي (آ 16)، كل ذي جسد (آ 21). - الصفة الاولى لله هي أنه ملك. وهذه الصفة تتبعها المحبة والرحمة والعدل والامانة، كما تتبعها العظمة والمجد والجلال. الله ملك يهتم بكل خليقة، وبصورة خاصّة بأحبّائه، أي البائسين والمحتاجين والمساكين. 4. الله هو ملك على الخلق والطبيعة، وملك على التاريخ والشعوب. هو لا يكتفي بأن يعطي الخير والماء للخلائق، بل يعطي معنى لتاريخ الافراد والشعوب. والكنيسة تنشد المسيح الملك القريب من الذين يدعونه، وتتحدّث بأعماله العظيمة (رؤ 15: 3)، وتطلب إليه أن يوصل شعبه إلى "القداسة التي بدونها لا يقدر أحد أن يرى الله" (عب 12: 14). 5. تأمّل حين تتحرّر النفس من وثبات التعجب والحب وعرفان الجميل، تنبع من شفتيها أقوال هي شظايا متعاقبة لفكر فيه السجود والمديح. حينئذ تصبح هذه الشظايا أدوات عادية للصلاة. فعلى المسيحي أن يردّد بكل قلبه هذه العبارات الحارة أمام الله الملك الابدي، وسيد الكون اللامنظور، وأمام ابنه ربنا ومخلّصنا. ففيها عاطفة ثقة وإيمان مطلق برحمة الذي لا يتخلى عن أيّة خليقة خرجت من يده. لهذا يقول القديس بولس: "لا أزال أشكر الله" (1 كور 1: 4). ولقد جمع يسوع كل ديانته في هذه الكلمات الخارجة من قلبه: أحمدك يا أبت... أمجدك أيها الآب (رج مت 11: 25؛ لو 10: 21؛ يو 12: 28، 13: 31- 32؛ 17: 1، 4). فكيف ندهش بعد ذلك إن أخذت الكنيسة من المزمور 145 عبارات مباركة الطعام والشكر بعد الطعام. فالمسيحي يكتشف موقف الشحاذ المتواضع والممتن نحو الاله الذي يمنحه الطعام. "أنظروا طير السما... أبوكم السماوي يقوتها. ألستم أنتم أفضل منها" (مت 6: 26). ويتقبّل المسيحي نصيحة القديس يوحنا فم الذهب الذي يدعوه لأن يطبق هذا المزمور على الوليمة الإفخارستية: "يجب على من صار ابن الله وتنعَّم بالمائدة السرية أن يرفع المجد إلى الآب. ويجعل صلاته مديحًا لكل ظروف الحياة الطالحة منها والصالحة: باركوا الرب يا إخوة كل يوم، باركوا الله على أي شيء يحدث لكم". وزاد القديس أوغسطينس تحديده الشهير للمزامير حين تكلّم عن المزمور 145 فقال: "مدح الله نفسه في هذا المزمور ليجعل الانسان كفوءًا لأن يمدحه. بما أن روحه يمدحه في عباده، فهو ينشد بذاته مدائحه الخاصة". وينشد غريغوريوس النيصي: "يا من أنت أبعد من كل شيء، هذا كل ما نقدر أن ننشده عنك. أي نشيد يقوله لساننا؟ ما من كلمة تعبر عنك. بمَ يتعلق الفكر؟ أنت تتجاوز كل عقل. أنت وحدك تتعدى كل قول لأن كل ما قيل خرج منك. أنت وحدك لا تُعرف، لأن كل فكر خرج منك. أنت نهاية الكائنات، أنت كل كائن ولست واحدًا من الكائنات. لست كائنًا واحدًا ولست مجموع الكائنات. لك كل الأسماء فكيف أسمّيك يا من لا نستطيع وحدك أن نسميك؟ يا من أنت أبعد من كل شيء"! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|