|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القس فيلوباتير مجدي
لماذا مازلنا نموت بعد الصليب؟ نستكمل في هذا المقال إجابة السؤال (لماذا مازلنا نموت بعد الصليب ??) وسنبدأ هذا الجزء بسؤال: هل كان الموت عقوبة إلهية؟ أم أن الموت كان مجرد نتيجة طبيعية وتلقائية مترتبة علي مخالفة أبوينا الأولين للوصية وأكلهما من الشجرة المحرمة؟؟ - الموت كان عقوبة إلهية.. لماذا؟ أولًا: إن قولنا أن الموت كان نتيجة طبيعية وتلقائية لمخالفة أبوينا للوصية فإننا سنقع في مشكلة كبيرة جدًا، وهي هدم عقيدة الفداء.. وبالتالي سنقع في مشكلة أكبر هو أن ذبيحة المسيح لم تكن استيفاء لعقوبة ما، طالما لا توجد عقوبة أصلًا (طبعًا.. هذا كلام غير صحيح). ثانيًا: توضيح أن الموت عقوبة إلهية. حينما قال الله لأبونا آدم (.. لأنك يوم تأكل منها موتا تموت) (تك 2: 17). .. هذا ليس تحذيرا من الوقوع في الخطية لمجرد مخالفة الوصية فقط.. بل كان أيضًا توضيحًا لعقوبة الخطية. - وكان الموت هو تلك العقوبة. - وقد خضع ومازال يخضع الجميع إلى الموت.. ويقول الكتاب أن "أخر عدو يبطل هو الموت" (.. إلي أن تحدث القيامة العامة ونلبس الحياة وهذا المائت يلبس عدم موت). ++ لماذا لم يسمح الله أن تموت البشرية "أبوينا أدم وحواء" في الحال بعد السقوط؟؟ لأنه كانت البشرية ستنتهي ويكون الشيطان انتصر.. ولا يكون هناك خلاص. - ومع ان الإنسان عصي وتمرد علي الله.. إلا أن الله أعطي وعد بالخلاص لآدم وبنيه.. لكن تأجل هذا الموت" الجسدي " علي أبوينا لحين إقامة نسل.. ويأتي نسل المرأة "السيد المسيح" الذي سيسحق رأس الحية (تك 3: 15). - ومع تأجيل عقوبة الموت الجسدي.. فإن الأنواع الأخرى من الموت مثل الموت: (أ) الأدبي. (ب) الروحي. (ج) الأبدي. تمت جميعها في اللحظة والتو. وبالرغم من أن خلاص السيد المسيح جاء للجميع إلا أن الأمر كان ولا يزال يتوقف علي مدي استجابة الفرد نفسه لعمل النعمة.. إذ أن الله لن يجبر أحد علي قبول الخلاص الذي تم علي الصليب. ++ فمن بعد السقوط وقبل الصليب كانت كل البشرية بلا استثناء تذهب للجحيم (موت أبدي: الذي هو أخطر أنواع الموت كما ذكرنا سابقًا). وكان الراقدون علي رجاء القيامة يرددون: لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ. لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ يَرَى فَسَادًا. (مز 16: 10). ++ نتائج الخطية التي أرتكبها أبوينا: سنذكر بعض منها:- 1- طرد أبوينا من الجنة (تك 3: 24). 2- ورث الإنسان الخطية الجدية (مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ. (رو 5: 12). 3- فقد الإنسان صورته الإلهية التي كان عليها قبل السقوط في الجنة " فحينما خلق الله الإنسان قال عنه الله (نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا (تك 1: 26). .. فسدت الطبيعة البشرية وأصبحت من السهل أن تخطيء. 4- أصبح الشر منتشرا في الأرض. 5 - دخل الخوف والخجل والشهوة وأمراض النفس والجسد والغضب.. 6- فسد الجسد.. وأصبح أدم يأكل خبزه بعرق جبينه. وأصبحت حواء تلد أولادًا بالوجع. 7- صارت الأرض ملعونة. 8- صارت الطبيعة تتمرد علي الإنسان وغيره من النتائج المؤسفة. + حينما لعن الله الحية والأرض لم يلعن الإنسان؟؟ كان هذا للأسباب التالية: أ- لأن الله كان قد بارك الإنسان (تك 1: 8).. وحينما يعطي الله بركة، لا يمكن الرجوع فيها. ب- لو لعن الله أدم وحواء كانت اللعنة ستصيب الجنس البشري كله (الموجود في صلبهما).. وكان الأنبياء والرسل في صلبهما.. والأهم أن السيد المسيح نفسه كان حسب الجسد في صلب أبونا آدم. |
28 - 11 - 2021, 02:48 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: لماذا مازلنا نموت بعد الصليب؟
لماذا مازلنا نموت بعد الصليب؟
سنستكمل إجابة هذا السؤال.. لكن قبل أن تقرأ هذا المقال (أعد قراءة الجزئين السابقين مرة أخري: 1-2). - في هذا المقال سنقوم بتفسير وتحليل الآيتين موضع الاعتراض من المشكك: "وَإِنَّمَا أُظْهِرَتِ الآنَ بِظُهُورِ مُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي أَبْطَلَ الْمَوْتَ وَأَنَارَ الْحَيَاةَ وَالْخُلُودَ بِوَاسِطَةِ الإِنْجِيلِ" (2 تيمو 1: 10) بينما جاء في (عب 9: 22) (وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنُونَةُ). أولا: (2 تيمو 1: 10) - بالتحليل اللغوي لكلمة (أبطل): جاءت في اليونانية بمعني: (ليكون معطل أو عديم الجدوى) أو (يقوم بإلغاء أو التخلص من – يختفي). فالآية لم تقل أن الموت الجسدي انتهي أو أن الموت (عموما) انتهي تمامًا. ولكن جاءت كلمة (أبطل) لتوضح أن المسيح أبطل مفعول الموت الأبدي لمن يؤمن به، وأصبح الموت الجسدي مجرد مرحلة انتقال (لم يعد الأمر المخيف). + يري ق. يوحنا ذهبي الفم أن سبب الرجاء والفرح في هذه الآية: (ا) إبطال الموت. (ب) إنارة الحياة والخلود. + وهذا ما أكده الإنجيل في (يو 5: 24) (إن مَنْ يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة). ثانيًا: (عب 9: 27) - يتحدث معلمنا بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين (الإصحاح 9) عن ذبيحة المسيح وكهنوته.. ويوضح أن ذبيحة المسيح هي الذبيحة الأبدية للكفارة. و لكي نفهم (عب 9: 27) سنقرأ من الأعداد (26:28). - فالإنسان يموت حتما (بالجسد)، وبعد تلك الموت تأتي الدينونة. لكن: المسيح مات ليرفع الدينونة لمن آمن بخلاصه. - ولكننا: لن نري هذا الخلاص إلا في المجيء الثاني. (فالمجيء الأول كان للغفران) و(المجيء الثاني للدينونة) +++ فالذين آمنوا بالسيد المسيح وثبتوا فيه.. سيأتي المسيح في المجيء الثاني حاملا لهم البركات. والعكس سيأتي بالدينونة لمن لم يؤمنوا به، أو لم يثبتوا في وصاياه. فالسيد المسيح جاء ليبطل مفعول الخطية الجدية والموت (رو 5: 12)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فذبيحته كانت مرة واحدة فقط وكانت كافية لجميع الخطايا وممتدة لغفران خطايا العالم منذ خلقة الإنسان وحتى مجيء المسيح الثاني. التحليل اللغوي للأعداد (26 – 28): ع 26: (.. وَلكِنَّهُ الآنَ قَدْ أُظْهِرَ مَرَّةً عِنْدَ انْقِضَاءِ الدُّهُورِ لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ. ) ++ لاحظوا هنا أن بولس يذكر الخطية في صيغة المفرد وليس في صيغة الجمع؟؟ لأن السيد المسيح عالج بذبيحته الخطية الجدية كأصل ومبدأ ومنبع الخطايا الفرعية. بينما أن الناموس الموسوي كان يعالج التعديات أو الخطايا المختلفة التي يرتكبها الأفراد - أي الناموس الموسوي لم يعالج الخطية في منبعها وفي أصلها، بل عالج ما تفرع عن الخطية الأصلية (الجدية) من فروع وأنواع مختلفة. ع 27: (وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنُونَةُ.. ) فكل الناس يموتون (جسديا) مرة واحدة (الموت الأول).. وهكذا أيضًا المسيح مات مرة واحدة فقط (جسديًّا).. - بعد الموت: سيقف الناس أمام الديان للدينونة. - أما السيد المسيح: فبعد الموت لا يقف ليُدان، بل هو الذي سوف يدين العالم ويحكم علي البشر. ع 28: (هكَذَا الْمَسِيحُ أيضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ). فعندما تأنس السيد المسيح مات مرة واحدة. مقدما نفسه علي الصليب كي يحمل خطايا البشر جميعًا.. وسيظهر المسيح مرة ثانية (المجيء الثاني) لا لكي يحمل خطايا البشر لكن: أ- ليعطي البركات للذين ينتظرونه (المستعدين). ب- للدينونة: للخطاة. + (قُدِّمَ مَرَّةً): جاءت هنا مبني للمجهول: بينما جاء (عب 9:25) (كَمَا يَدْخُلُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ إِلَى الأَقْدَاسِ كُلَّ سَنَةٍ بِدَمِ آخَرَ) (مبني للمعلوم). أي أن المسيح قدم نفسه بإرادته واختياره. + (لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ): - ليس بمعني انه أخذ الخطية ووضعها علي الصليب (كما كانت تؤخذ ذبيحة الخطية وتوضع علي المذبح). - وكذلك ليس معني أن المسيح " حمل خطايانا " أنه طرحها بعيدا، بل تعني: أنه حملها في جسده أي أخذها علي نفسه وعلي عاتقه وحملها كعبء، فهو حمل دينونتنا.. لذلك جاء إشعياء وقال (وضع عليه إثم جميعنا.. وهو حمل خطية كثيرين) (اش 53:6-12). + (سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ) أي أن الخلاص في المجيء الثاني سيكون قاصرا علي الذين ينتظرون المسيح في إيمان (في 3: 20). + (سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ): في مجيئه الأول حمل السيد المسيح خطايانا. في مجيئه الثاني: يأتي المسيح للدينونة والعقاب للذين رفضوه والخلاص للذين انتظروه. - في نهاية الجزء الثالث للإجابة علي (لماذا مازلنا نموت بعد الصليب ??)، من فضلك اقرأ الثلاث أجزاء جيدًا (1-2-3) وتأكد من فهمك لهم وعندها ستتأكد أنه لا تناقض بين الآيتين علي الإطلاق. |
||||
28 - 11 - 2021, 08:49 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: لماذا مازلنا نموت بعد الصليب؟
مشاركة مثمرة
ربنا يفرح قلبك |
||||
28 - 11 - 2021, 09:28 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: لماذا مازلنا نموت بعد الصليب؟
شكرا جدا جدا
ربنا يبارك حياتك |
||||
28 - 11 - 2021, 10:33 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: لماذا مازلنا نموت بعد الصليب؟
موضوع مميز ربنا يباركك |
||||
28 - 11 - 2021, 09:05 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: لماذا مازلنا نموت بعد الصليب؟
مرور فى منتهى الروعه ربنا يفرح قلبك |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|