|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العوامل البيئية في الزراعة: ترتبط الزراعة بالعوامل البيئية، مثل السمات الطبوغرافية والمناخية، وخواص التربة. ولكي نفهم الزراعة في إسرائيل قديمًا، يلزمنا أن نتعرف علي مجموع هذه العوامل التي كانت تؤثر في إنتاج المحاصيل: I- الطبوغرافيا في الزراعة: الأرض المقدسة بصفة عامة أرض جبلية مع وجود مساحات كبيرة من المنحدرات شديدة الميل علي طول أخدود وادي الأردن، مما يجعل الزراعة قاصرة علي أرض الوادي الضيقة، أو حيث يمكن الزراعة علي مصاطب. ومع أن وادي الأردن يصل عرضة إلي بضعة أميال، وهو مستو نسبيًا، إلا أنه سهل جاف يعلو سهلًا ضيقًا يفيض عليه النهر. ولم يكن الري ممكنًا بالأساليب المستخدمة في مصر أو في بلاد ما بين النهرين. وكانت أريحا وغيرها تحصل علي احتياجاتها من الماء من الينابيع والعيون المتفجرة من المرتفعات المجاورة، وليس من نهر الأردن. وتتميز المرتفعات الشمالية غربي وادي الأردن بالتلال التي تتخللها أودية عديدة تضم مساحات كافية لقيام الزراعة. وإلي الجنوب في تلال يهوذا، فإن الأرض منحدرة إلي حد كبير، إلا أن المصاطب الموجودة هناك، وقمم الجبال المتموجة في الإقليم الواقع بين أورشليم وبير سبع، تسمح بقيام زراعة حقلية. أما السهل إلي الغرب من جبال يهوذا، فهو - إلي حد كبير -عبارة عن سفوح متقطعة، إلا أنه توجد أودية قليلة تتجه من الشرق إلي الغرب يمكن زراعتها. أما سهل شارون الواقع غربي أفرايم (السامرة) فصالح للزراعة، لكنه ينتهي غربًا بمنطقة مستنقعات لا فائدة منها. أما وادي اسدرالون المستوي الواقع إلي الجنوب الشرقي من سلسلة جبال الكرمل، فقد كانت تحده في القديم مستنقعات كمنطقة الحولة شمالي بحر الجليل. وإلي الجنوب من تلال يهوذا تنحدر الأرض تدريجيًا حتي النقب حيث يحد الجفاف من الزراعة. وتبدأ هضبة شرقي الأردن في الأرتفاع بشدة عن الوادي، إلا ان المنطقة المرتفعة (باشان، جلعاد، عمون، موآب) مناسبة جدًا للزراعة. II- المناخ للزراعة: يتمتع هذا البلد بتنوع مناخي مذهل بالنسبة لمساحته الصغيرة. ويتفاوت سقوط الأمطار بدرجة كبيرة، وذلك تبعًا للارتفاع وخط العرض. وتسقط الأمطار في الشمال بغزارة يمكن الاعتماد عليها، حيث تهطل علي المرتفعات أمطار مقدارها ثلاثون بوصة سنويًا، بينما لا تستقبل منطقة بير سبع في الجنوب إلا نصف هذه الكمية سنويًا مع عدم انتظام سقوطها. وكلما اتجهنا شرقًا نجد ان أمطارًا غزيرة تسقط علي المنحدرات الغربية المرتفعة بسبب العواصف الزوبعية، بينما يغلب الجفاف علي المنحدرات المواجهة للشرق. ويسقط علي غربي اليهودية في المتوسط أكثر من عشرين بوصة سنويًا، ولكن البحر الميت- الواقع علي بعد بضعة أميال إلي الشرق- يتلقي كمية مطر أقل من خمس بوصات سنويًا، وبالاتجاه شرقًا نجد أن مرتفعات عمون وموآب تتلقي كمية مطر مماثلة لما تتلقاه اليهودية، ولكنها تتناقص كلما اتجهنا شرقًا حتي نصل إلي الصحراء العربية. ويبدأ سقوط الأمطار خلال الفصل البارد، "فالمطر المبكر" يبدأ في أكتوبر، بينما يسقط "المطر المتأخر" في مارس وأبريل. وفي الأزمنة الكتابية كانت الدورة الزراعية تتوقف علي موسمي الجفاف والرطوبة، فكان الفلاح يزرع حقوله بكل الحبوب الهامة عند سقوط المطر، ويحصدها عند انتهاء موسم الأمطار. كما أن درجات الحرارة تتوقف علي الارتفاع عن سطح البحر، حيث تقل الحرارة علي المرتفعات طوال العام، مع تعرضها للصقيع في شهور الشتاء. ويقتصر انتشار الأشجار التي لا تتحمل البرودة الشديدة (مثل شجرة الزيتون) علي المنحدرات حيث تجد الحماية من صقيع المرتفعات ومن الرياح الباردة القادمة من الصحراء الشرقية. والثلج نادر إلا في الجبال العالية في شمالي لبنان. والفلاح الإسرائيلي يزرع محاصيله حسب نزول الصقيع وحسب كمية الأمطار. وكانت عمليات الزراعة والتقليم والحصاد وغيرها من العمليات الزراعية، تتم في وقت مبكر في المناطق المنخفضة. ج- التربة الزراعية: تأتي خصائص التربة في الأراضي المقدسة- كما في أي مكان آخر- تالية في الأهمية للتضاريس والصخور التي تحت التربة، والغطاء النباتي الطبيعي والمناخ. وهناك تنوع معقول في التربة في هذه المساحة الصغيرة. فالتربة في بعض الأودية الكبري، وفي سهل شارون خصبة تكونت من طبقات سميكة من الطمي، ولكنها في المرتفعات وفي المناطق الجافة عبارة عن طبقة رقيقة حجرية، وقد كانت التربة في القديم في فلسطين ومنطقة بير سبع تربة طفلية خصبة يصل سمكها إلي عدة بوصات، إلا أن الجفاف كان يحد من الإنتاج. وكانت التلال في يهوذا وأفرايم وعمون وموآب ذات تربة حجرية رقيقة ولكنها خصبة حيث أنها تربة جيرية نشأت وتطورت أساسًا من الحجر الجيري. كما أن التربة في الجليل وباشان وجلعاد خصبة ومنتجة لأنها تكونت حديثًا من طبقة البازلت التي تحتها، أما التربة علي المنحدرات شديدة الميل فهي أقل سمكًا. ويزيل الفلاح عادة الكثير من الأحجار من الحقل ليستخدمها كسياج أو كحائط للمصاطب التي يقيمها. د- امتداد الأراضي المزروعة: ليس من الواضح إن كان بنو إسرائيل قد مدوا حدود زراعاتهم إلي كل مناطق حكمهم السياسي في أيام داود وسليمان. وقد استصلحت إسرائيل في العصر الحاضر العديد من أراضي المستنقعات علي طول ساحل البحر المتوسط، وسهل إسدرالون وبحيرة الحولة، وهي مناطق لم تكن مستغلة في القديم. وهناك ما يؤكد أن شعوب المناطق المجاورة لإسرائيل، كانوا يعملون بالزراعة أيضًا حتي في النقب شبة الجاف، وعلي حدود صحراء عمون وموآب وأدوم. ولم يكن ذلك بسبب هطول أمطار أكثر. في ذلك الوقت- لأن العالم "جلوك" Gluck)) يعارض بشدة النظرية القائلة بأنه قد حدث تغير في الأراضي المقدسة خلال الأزمنة التاريخية المعروفة، كما يعتقد أن الجفاف قد نتج عن سوء استخدام الإنسان للأرض، وفشله في استخدام وسائل المحافظة عليها، التي جعلت- فيما مضي- من المناطق شبه الجافة، مناطق إنتاج غزير. ويشير "جلوك" إلي النبطيين الذين استطاعوا التغلب علي الجفاف في أدوم والنقب، ممتدحًا عملهم الجبار في خلق حقول منزرعة في الأودية. وقد أدت قدرتهم وتمكنهم من علم التربة والحفاظ علي الماء، إلي تحويل الأودية إلي مناطق خضراء، وإلي ازدهار الزراعة في العديد من القري. ولعل أهل موآب في القديم، تمكنوا- بمثل هذه الأساليب- من استمرار الإنتاج، وقت أن تسبب الجفاف في مغادرة أليمالك ونعمي امرأته وابنيه لمدينتهم بيت لحم، ليتغربوا في موآب (راعوث 1: 1- 5). وفي المناطق الأشد جفافًا حول دمشق وأريحا لم تعتمد الزراعة المتخصصة (كزراعة البساتين) علي المطر، بل كانت هذه المناطق تزرع بكثافة اعتمادًا علي الري من ماء الينابيع (في أريحا)، أو من المياه السطحية المنسابة من المنحدرات المطيرة لجبال لبنان الشرقية. وهناك مقولة قديمة مشهورة، وهي أن دمشق هي هبة جبل حرمون للصحراء. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الزراعة البينية |
الطبوغرافيا في الزراعة في الكتاب المقدس |
منشأ الزراعة في الكتاب المقدس |
الزراعة فى الكتاب المقدس |
ما هى العوامل الطبيعية فى قيام الزراعة ؟ |