|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
- ما بين قانون الإيمان النيقاوي والقسطنطيني حدثت بعض تعديلات محدودة في قانون الإيمان ما بين قانون نيقية وقانون القسطنطينية. مثلًا: حذف عبارة [مولود من جوهر الآب] وكان المقصود بها أن الابن عندما وُلد من الآب، أخذ نفس الجوهر الذي للآب، والاكتفاء بعبارة [له نفس الجوهر مع الآب] التي تفي بالمعنى المقصود إلى جوار عبارة [المولود من الآب قبل كل الدهور]. من الممكن فهم عبارة أن الابن "مولود من جوهر الآب"، الأولى خطأ وهي أن الثالوث ولد الابن، بالرغم من أن العبارة تقول "مولود من جوهر الآب" وليس من الثالوث. فيتساءل البعض : هل الجوهر هو الذي يلد أَم الأقنوم؟ أما الثانية فهي صواب وتعنى أنه عندما وُلد الابن من الآب أخذ الجوهر كله الذي للآب، أى أن الابن من نفس جوهر الآب. كما نقول عن أي ابن يشابه أباه أنه من نفس معدنه أي من نفس جوهره، ومن المفهوم أن الأب هو الذي يلد وليس المعدن. أما في المفهوم الثالوثي فالولادة هي نور من نور، مثل ولادة الشعاع من النور، وولادة الفكر من العقل، فالآب هو الذي يلِد وليس الجوهر، وهذه الولادة هي ولادة روحية طبيعية. الآب يلِد ابن يحمل كل جوهره، فالجوهر غير منقسم وغير متجزئ. وحينما وُلد الابن من الآب وُلد بكل جوهر الآب وليس بجزء من هذا الجوهر. لذلك تم تعديل القانون بالاكتفاء بعبارة Homoousion tou Patri له نفس الجوهر مع الآب (هوموأوسيون تو باترى omoousion tou Patri). وهذه العبارة أحيانًا تترجم "مساوي للآب في الجوهر" أو "واحد مع الآب في الجوهر"، وهى في الحقيقة تعنى لاهوتيًا "مساوي للآب في الجوهر الواحد". وقد قدَّم مجموعة من اللاهوتيين في مجلس كنائس الشرق الأوسط اقتراحًا بتوحيد نص قانون الإيمان. وكان هؤلاء اللاهوتيين قد قاموا بدراسة الأمر لعدة سنوات ومنهم خبراء في اللغة اليونانية وخبراء في اللغة العربية وهم من ممثلي الأربعة طوائف المشتركون في مجلس كنائس الشرق الأوسط، (وكنت عضوًا بهذه الاجتماعات). وبعد مباحثات كثيرة جدًا اتفق رأى اللاهوتيين على ترجمة موحّدة باللغة العربية لقانون الإيمان (النص اليوناني واحد). كانت هذه محاولة على مستوى منطقة الشرق الأوسط أي البلاد المتكلمة باللغة العربية للوصول إلى ترجمة موحدة، وقد تم التوصل فعلًا إلى ذلك وتم إرسال هذه الترجمة إلى الكنائس كاقتراح تتبناه الكنائس. وصار هذا النص يستخدم في اجتماعات مجلس كنائس الشرق الأوسط. لكن بعض الكنائس بالرغم من أنها ترى أن الترجمة جميلة وتستخدمها بالفعل في لقاءات المجلس، إلا أنها ترى أن الشعب اعتاد على بعض الأمور وتربَّى عليها وحفظها فليس من السهل تغييرها، لذلك نحتاج إلى وقت لكي يتأقلم عامة الشعب على هذه الترجمة "له نفس الجوهر مع الآب" ونستطيع أن نقولها. كما أن هذا الأمر يتطلب موافقة المجمع المقدس لأن قانون الإيمان ليس شيء عادى حتى أن كل من يستحسن ترجمة معينة له يطبقها. كما حدث في بعض الأوقات أن البعض أوصوا باستخدام عبارة "واحد مع الآب في الجوهر" وظل البعض الآخر يرددون "مساوي للآب في الجوهر". إن ما عمله مجلس كنائس الشرق الأوسط هو عمل أكاديمي يناسب كليات اللاهوت لذلك فإننا نشرح هذا الأمر في دراستنا اللاهوتية، لكن على المستوى الشعبي الأمر يحتاج إلى تدرج. إن عبارة "له نفس الجوهر مع الآب" تعنى "واحد" و"مساوي" في نفس الوقت بل أن هذه هي الحقيقة. فمن الناحية اللغوية omopathr(هومو باتير) تعنى من هم من أب واحد omopoliV(هومو بوليس) تعنى من هم من مدينة واحدة. فأي مجموعة من الناس ينتمون إلى شيء واحد تستخدم لهم كلمة o`mo. أما بخصوص عبارة omoousion(هومو أوسيون) فقد شرح القديس أثناسيوس في وثيقة الإيمان(1) (Expositio Fidei): إنه لم يرد أن يكتب mono ousion(مونو أوسيون) التي تعنى "جوهر واحد" لئلا يفرح بها السابليون الذين يؤمنون بالأقنوم الواحد ويستخدمونها لصالحهم، لذلك استحسن عبارة omoousionأي "الذي له نفس الجوهر مع الآب". فمع أن القديس أثناسيوس قال كثيرًا في شروحاته ويؤمن أن الجوهر الإلهي واحد إلا أنه أوضح لماذا لم يستحسن استخدام عبارة مونو أوسيون في نص قانون الإيمان. _____ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|