|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأمثال النَبَوية ضرب يسوع الأمثال النبوية ليحملَ الناس ولا سيَّما رؤساء الشعب، وهم الكتبة والفريسيون وعلماء الناموس، على التوبة والقيام بالأعمال الصالحة والإيمان بالمسيح الموعود. إن بناء المثل النَبَوي يختلف كلّياً عن بناء المثل العقائدي والمثل الخلقي. إنَّ مَثَل "التينة المورقة" (متى21/18-22)، وهو من الأمثال النبوية، يوضّح لنا هذه الفكرة. فيما كان يسوع نازلاً من جبل الزيتون في صباح أحد الأيام، شعر بالجوع، فرأى على الطريق شجرة تين عليها ورق غزير، فدنا منها ليقطف منها بعض التين يسدّ به جوعه. فلم يجد عليها ولا ثمرة؛ فَلَعَنها. وعلى الفور اصفرَّت أوراقها الخضراء ويبست، (إن هذا المثل واقعي وحياتي وليس مثلاً قصصياً) لاحظوا أنّ هذا المثل مكوَّن من شِقّيْن: الشِقَّ الأول هو وضع شجرة التين التاعس: إنها خالية من الثمر. والشِقَّ الثاني هو العقاب الذي حلَّ بها: إِنها نالت اللعنة ويبست. إن مثل التينة المورقة النَبَوي هو نموذج لسائر الأمثال النَبَوية. لقد بنى يسوع كُلاً منها من شِقّيْن، فبالشِقّ الأول وصف وضع الرؤساء الديني التاعس والمتدنيّ، وبالشِقَّ الثاني أنذرهم بالعقاب الرهيب الذي سوف يحلّ بهم إذا لم يتوبوا، ولم يقوموا بالأعمال الصالحة، ولم يؤمنوا بالمسيح الموعود. إذا تأمّلْنا في الأمثال النَبَوية نجد أنّ يسوع وَصَفَ في الشِقّ الأول منها الرؤساء بأنهم يتمسَّكون بالخطيئة، ويعصون أوامر الله، ويرفضون الإيمان بالمسيح، ويخونون الأَمانة التي سلّمهم الله إياها. وأيدَّ وصْفه هذا بنبوءة أشعيا النبي الذي قال عنهم إنهّم عميان وصُمّ، عديمو الفهم، غليظو القلوب، يرفضون العودة إلى الله لينالوا منه شفاء أمراضهم الروحية. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|