04 - 11 - 2021, 12:44 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
يَرُبعام ونهايته المأساوية
«قَدْ طَرَحْتنِي وَرَاءَ ظَهْرِكَ،
لِذلِكَ هَأَنذا جَالِبٌ شَرًّا عَلَى بَيْتِ يَرُبْعَامَ»
( 1ملوك 14: 9 ، 10)
أظهر الله اللطف من نحو يربعام، فيقول له مُعاتبًا: «مِنْ أَجْلِ أَنِّي قَدْ رَفَعْتُكَ مِنْ وَسَطِ الشَّعْبِ وَجَعَلْتُكَ رَئِيسًا عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ، وَشَقَقْتُ الْمَمْلَكَةَ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَأَعْطَيْتُكَ إِيَّاهَا». فما هو رد فعل يربعام تجاه هذه الألطاف؟ يقول الرب: «لَمْ تَكُنْ كَعَبْدِي دَاوُدَ الَّذِي حَفِظَ وَصَايَايَ وَالَّذِي سَارَ وَرَائِي بِكُلِّ قَلْبِهِ لِيَفْعَلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فَقَطْ فِي عَيْنَيَّ، وَقَدْ سَاءَ عَمَلُكَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَكَ، فَسِـرْتَ وَعَمِلْتَ لِنَفْسِكَ آلِهَةً أُخْرَى وَمَسْبُوكَاتٍ لِتُغِيظَنِي، وَقَدْ طَرَحْتَنِي وَرَاءَ ظَهْرِكَ» (ع7-10)، وبعد أن نفد لطف الله معه، أتَت صرامتهُ ( رو 11: 22 ). إن أقوال أخيَّا النبي له هنا، تكشف عن هول القضاء الرهيب الذي سيُجريه الرب عليه وعلى بيته وعلى كل إسرائيل:
(1) حيثياته: في الأعداد 7- 9: يُظهر النبي ليربعام سبب الشّـَر (القضاء) الذي يجلبه عليه الرب، ويتمثَّل في عدم تقديره لإحسانات النعمة معه (ع7، 8)، وفي شروره ووثنيته (ع9).
(2) رهبته: أعلن الرب أن هناك قضاءً رهيبًا سيحل ببيت يربعام «لِذَلِكَ هَأَنَذَا جَالِبٌ شَرًّا عَلَى بَيْتِ يَرُبْعَامَ، وَأَقْطَعُ لِيَرُبْعَامَ كُلَّ بَائِلٍ بِحَائِطٍ ... وَيُقِيمُ الرَّبُّ لِنَفْسِهِ مَلِكًا (بعشا بن أخيَّا) عَلَى إِسْرَائِيلَ يَقْرِضُ بَيْتَ يَرُبْعَامَ هَذَا الْيَوْمَ» (ع10-14).
(3) عموميته: ليس فقط سيضرب الرب بيت يربعام، بل «وَيَضْـرِبُ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ كَاهْتِزَازِ الْقَصَبِ (الغاب) فِي الْمَاءِ، وَيَسْتَأْصِلُ إِسْرَائِيلَ عَنْ هَذِهِ الأَرْضِ .. الَّتِي أَعْطَاهَا لِآبَائِهِمْ، وَيُبَدِّدُهُمْ إِلَى عَبْرِ النَّهْرِ لأَنَّهُمْ عَمِلُوا سَوَارِيَهُمْ وَأَغَاظُوا الرَّبَّ» (ع15)؛ نبوة عن السبي الأشوري لإسرائيل الذي حدث بعد حوالي 230 سنة من حُكم يربعام.
(4) مراحله: هناك عدة مراحل للقضاء الذي أوقعه الرب على يربعام، الأولى: موت ابنه أبيَّا الخارج من صُلبه. الثانية: تتمثل في هزيمته في الحرب أمام أبيَّا ملك يهوذا «وَضَرَبَهُمْ أَبِيَّا وَقَوْمُهُ ضَرْبَةً عَظِيمَةً، فَسَقَطَ قَتْلَى مِنْ إِسْرَائِيلَ خَمْسُ مِئَةِ أَلْفِ رَجُلٍ مُخْتَارٍ. فَذَلَّ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ ... وَطَارَدَ أَبِيَّا يَرُبْعَامَ وَأَخَذَ مِنْهُ مُدُنًا» ( 2أخ 13: 17 - 19). أما المرحلة الثالثة فتتمثل في القضاء عليه شخصيًا «وَلَمْ يَقْوَ يَرُبْعَامُ بَعْدُ فِي أَيَّامِ أَبِيَّا، فَضَرَبَهُ الرَّبُّ وَمَاتَ» ( 2أخ 13: 20 ).
عزيزي: إن الله لا يتعجَّل في قضائه، بل يُظهر كل أناة، لعل الإنسان يرجع فيتوب، لكن، إن لم يرجع يُسدِّد نحوه آلة الموت، فهل تعتبر؟ .
|