ان الكتاب المقدس لم يدون به كل ما يتعلق بأمور العبادة وترتيبها وانما ترك ال ب ذلك للرسل بعد ما علمهم_لمدة اربعين يوما بعد القيامة_عما يجب ان يفعلوه(أع 3:1)وتستمد الكنيسة تعليمها من التقليد الرسولي الذي اجمعت عليه الكنائس الشرقيو والغربية "التقليدية"وسارت علي تلك الطقوس الي الآن (ولا سيما في مصر) .
وبالاختصار قد استمدت الكنيسة تعاليمها الطقسية من الأباء وانتقلت الي الاجيال التالية كما قال المرنم"اللهم بأذاننا قد سمعنا آباؤنا أخبرونا بعمل عملته في أيامهم منذ القدم" (مز 1:44)
وقد سارت المسيحية سنوات_قبل كتابة الأناجيل_ علي التقليد الشفاهي حيث وصلت كلمات المسيح للمؤمنين بالتلقين "الشفاهي" (2 يو12, 2 تي 2:2, 1تي20:6), وقد قال القديس بولس "ما تعلمتموه_ورأيتموه في_فهذا افعلوه" (في9:4) وأشار القديس بطرس الي ضرورة التمسك بما قاله السابقون
(2بط2:3)وحذر القديس بولس المؤمنين لكي "يتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب(طقسي) وليس حسب التقليد الذي أخذه منا"
(2تس6:3) وقد امتدحهم علي تمسكهم بالتقاليد الرسولية "تحفظون التقاليد كما سلمتها اليكم" (1كو7:11)
ويذكر استاذنا القمص منقريوس عوض الله(منارة الأقداس في شرح طقوس الكنيسة والقداس) ان البروتستانت قد استبدلوا
_في الترجمة البيروتية الحالية_كلمة"التقاليد" بكلمة"التعاليم" بينما كانت طبعة الكتاب المقدس_الخاصة بهم سنة1680 م_
تذكر كلمة "التقاليد" بدلا من كلمة "التعاليم" ولازالت الشواهد الموجودة (هوامش)الطبعة الحالية تذكر كلمة التقاليد.
وقال العلامة اوريجانوس:"انني عرفت من _التقليد_ الأناجيل الأربعة وأنها وحدها (السليمة والقانونية)..."وقال القديس باسليوس " اذا اهملت التقاليد غير المكتوبة لأصاب الاناجيل مضرة" (لأنها كانت مكملة لها) وقال القديس اغسطينوس: "اني ما كنت أؤمن بالأناجيل ان لم يقنعني بذلك صوت الكنيسة الجامعة" (أقوال الآباء الأوائل)
وقال القديس كبريانوس الشهيد "من التقاليد تعلمنا مزج الخمر بالماء"(رسالة 63 بالقداس) وقال القديس باسليوس "من التقليد تعلمنا تغطيس المعمد ثلاث مرات" وقال القديس يوحنا ذهبي الفم(في شرحه لرسالة كورنثوس الأولي1:11) : "ان الرسل لم يكتبوا كل شئ في رسائلهم بل انهم علموا بأشياء كثيرة غير مكتوبة فيجب أن نصدق الأمور الغير مدونة كلها كما نصدق المدونة".
من الجدير بالذكر أن المسيح صاحب الشريعة ولكنه اكتفي بوضع مبادئها العامة وترك لرسله أن يبنوا علي اساسها(1كو 10:3_11) بارشاد الروح القدس(أع 28:15)وهو ما حدث مثلا في المجمع الرسولي الأول (سنة 53 م) واتفقوا علي مبادئ كتابية ةأرسلوا بها منشورا عاما للكنائس (أع 25:15_30) كما أرشدهم الله الي موضوع اختيار "الشمامسة" (أع 6:6).
ويعترض البعض بقول السيد المسيح : " لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم؟" (مت 3:15) نجيب بأن المخلص لم يذم وصايا الكنيسة ولا التقاليد الرسوليه انما يرفض التقاليد التي اخترعها اليهود بدون وحي الله وضد ارادته الصالحة مثل مخاصمة الوالدين والغسلات التي بلا مبرر والمتناع تماما عن بعض الاكلات (راجع متي 6:15_12) وليس الصوم بعض الوقت عن الطعام الدسم.
والاعتراض بان موسي النبي قال : "تث 2:4 ,لا تزيدوا عن الكلام الذي انا اوصيتكم به ولا تنقصوا منه".
فلا علاقة له بالتقليد الروحي وانما بالنهي عن اضافة أو حذف أي نص مقدس.
هذا ومن شرط التقليد الروحي السليم:-
أ_ أن يكون موافقا للكتاب المقدس.
ب_ ان يكون هنالك اجماع عليه من الكنائس الرسوليه التقليدية.
ج_ أن يكون قديم م الرسل زالكنيسة الأولي).