الله نور بطبيعته لا يُدنى منه، ولكنه جعل نفسه مدنوّا إليه في المسيح يسوع. به لنا من الله في القلب نور غير مخلوق. الله تنازل الينا ورفعنا اليه ونحن به ملتصقون. انه مقذوف فينا، مسكوب في قلوبنا، فحياته حياتنا وحياتنا حياته. نحن في اتّحاد متين معه، ولا شيء ينزع من نفوسنا نعمة الله سوى الخطيئة. ولهذا يُتلى علينا الفصل الإنجيلي المحدد للأحد الثاني من الصوم، وهو يتحدث عن غفران المسيح لخلاص الناس: شفى المخلّع وغفر له خطيئته. قُرئ علينا هذا لكي تقول لنا الكنيسة بصورة غير مباشرة ان الغفران يسكبه الله في النفوس نعمة عميقة غير مخلوقة، وأن الغفران نور، وأن هذا النور اذا جاءك فإنما أنت تتجلّى كأنك على ثابور جديد. ولهذا كانت بيوتنا وشوارعنا ومكاتبنا ومحلاتنا أماكن نتجلّى بها، نظهر بها آلهة اذ نأخذ إليها الكنيسة جسد المسيح الممجد.
اذا أدركنا معنى ذلك، ننسى كل شيء آخر ونروّض انفسنا بالتوبة حتى نصير قرابين حيّة للإله الحيّ فنشع نورا وحياة.
جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)