|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن هذا الإنسان الذي غطاه الغبار، ورعت فيه ديدان الشكوك والوساوس، وانفتحت في أعماقه أثلام، وعلقت بإرادته أصداف، وحفرت أخاديد، وتكسرت عظام، وصفرت ريح الموت، وولولت زوابع الفناء، هذا الإنسان الذي ترك الله ليعيش مستقلاً، ليكون إلهاً على الأرض كما يريد هو، لا كما يريد الله، وكما يجب أن يكون، راح يتخبط في ظلمات إرادته، ويدب في عالم بناه من حجارة شكوكه، وطين غروره، وفولاذ طمعه، فصار كلما ازداد ابتعاداً عن الله، زاد شقوة، وكلما طالت غربته، عمق أنينه وحنينه المغمور بلهيب الشوق الكاوي، وكلما حسب أنه قد وثب بفكره وثبة أوصلته إلى المعرفة، كلما أحس بلهيب الشوق الظامي إلى المعرفة يضطرم فيه، وكلما اعتقد أنه أمسك بناصية الحقيقة، كلما وجد أن السراب يتضاعف في الصحراء الواسعة الممتدة أمام باصرتيه، ويتضاعف الوجوم في عقله، ولكن الله الذي يحب صورته، ويحترم مشيئتها، ويقدس حريتها، لا يقبل أن تبقى صورته في هذه الحالة من العذاب الوجودي، إنه يريد أن يخلصها من سقطتها، ويفك عنها أغلالها، ويحررها من ظلماتها ليعيدها إلى مكانتها الأولى مزدانة بثوب الخلاص النير المعجون بدم المحبة الخلاقة المبدعة. المطران الياس (معوّض) |
23 - 10 - 2021, 10:50 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: إن هذا الإنسان الذي غطاه الغبار
فى منتهى الروعه الرب يفرح قلبك |
||||
23 - 10 - 2021, 11:00 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: إن هذا الإنسان الذي غطاه الغبار
شكرا على المرور |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|