وقال السيد المسيح ليهوذا عندما أسلمه (أجئت يا صاحب)، بالرغم من أن المسيح كان يعرف بخيانة يهوذا، فَكُل مشاهد المسيح نرى فيها صور قوية للوداعة، حتى على الصليب والناس حوله قائمين عليه بالسب والبصق، وقابل هذا بقوله "يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ" (لو ٢٣ : ٣٤)، فالوداعة أسلوب حياة، والإنسان الوديع هو الذي يكسب كثرة السلامة، واسمه يرث الأرض "أَمَّا الْوُدَعَاءُ فَيَرِثُونَ الأَرْضَ، وَيَتَلَذَّذُونَ فِي كَثْرَةِ السَّلاَمَةِ" (مز ٣٧)...
وأيضًا لا بد أن الإنسان الوديع يكون حازم مثلما فعل يسوع "بَيْتِي بَيْتَ الصَّلاَةِ يُدْعَى. وَأَنْتُمْ جَعَلْتُمُوهُ مَغَارَةَ لُصُوصٍ" (مت ٢١ : ١٣)، وعندما تكلّم عن المُدن التي لم تؤمن به "وَيْلٌ لَكِ يَا كُورَزِينُ! وَيْلٌ لَكِ يَا بَيْتَ صَيْدَا" (مت ١١ : ٢١)، وعندما جاء لأورشليم ليُعِدُّوا صلبه "هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا" (لو ١٣ : ٣٥)، ومواقف كثيرة وصف فيها الكتبة والفريسيين "يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي" (مت ١٢ : ٣٤)، وأيضًا بالخبث والرياء "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ" (مت ٢٣ : ٢٧)...