والقديس موسى الأسود لو كان لم يُقدّم توبة وظل مجرمًا، كان لا أحد يتذكره إلى اليوم، وستنتهي حياته على ذلك، لكنه عندما قدّم توبة ظلّت سيرته في التوبة إلى الآن، بل وشفيع لنا وذلك لقداسته وشفاعته التي عاش بها...
يقول الكتاب "الصِّدِّيقُ يَكُونُ لِذِكْرٍ أَبَدِيٍّ" (مز ١١٢ : ٦)، فالذي يعيش حياة البر والقداسة يكون ذِكره أبدي لا يُنسى، مثال الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان، والأنبا بولا أول السوّاح، والأنبا بيشوي حبيب مخلصنا الصالح، فسيرتهم وفضائلهم وحياتهم تحيا معنا إلى اليوم، فالوداعة ليست ضعفًا بل هي قوة وتجعل صاحبها يستمر في سيرته عبر الأزمنة ويرث الأرض فعلاً...