تكلم داود النبي بالروح القدس عن أزلية الابن، قبل التجسد بنحو ألف عام قائلًا "أني أخبر من جهة قضاء الرب. قال لي أنت ابني أنا اليوم ولدتك. أسألني فأعطيك الأمم ميراثًا لك وأقاصي الأرض مُلكًا لك.. قبلّوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق" (مز 2: 7، 8، 12) وعندما دخل بولس الرسول مجمع أنطاكية بيسدية، كلم اليهود عن السيد المسيح، مستشهدًا بقول داود النبي هذا فقال "إن الله قد أكمل هذا لنا نحن أولادهم إذ أقام يسوع كما هو مكتوب أيضًا في المزمور الثاني أنت ابني أنا اليوم ولدتك" (أع 13: 33) فمن هو الابن الذي مُلكِه إلى أقاصي الأرض، وكل من لا يقبّله يباد ويهلك..؟ لا يمكن أن يكون هو داود، ولا ابنه سليمان، ولا أي شخص آخر. وإنما الابن هو ربنا يسوع المسيح المولود من الآب قبل كل الدهور منذ الأزل. ومتى كان اليوم الذي وَلَدَ فيه الآب الابن..؟ اليوم الذي وَلَدَ فيه الآب الابن هو اليوم الذي ليس قبله يوم = الأزل. وكتب نيافة الأنبا موسى خلال مراجعته لهذا الكتاب يقول: "وفكرة الأزلية فكرة منطقية، فإن قلنا أن هذا العام هو 2003، ورجعنا إلى الوراء 2002 - 2001 - 2000 سوف نصل إلى 200 ق.م. ثم 5000 ق.م. ثم 000ر10 ق.م. - إلى أن نصل إلى ما لانهاية ق.م. أي الأزلية حيث كان إلهنا العظيم غير المحدود. ونفس الأمر في الأبدية، فنحن الآن في عام 2003 والعام القادم 2004 ثم 2005 إلى ما لانهاية، وهي الأبدية حيث إلهنا العظيم الأبدي، الذي أعطانا الخلود حينما نفخ فينا نفخة إلهية من عنده، الروح العاقلة، التي بها نحيا معه إلى لا بُد".
فالإبن مولود من الآب منذ الأزل وفي كل وقت وإلى لا بُد. ولادة النور من النار دون انفصال ودون فارق زمني.. ولادة روحية غير تناسلية، ويقول القديس أثناسيوس الرسولي "ولم تمر لحظة في الزمان كان فيها الآب ولم يكن الابن كائنًا معه".