|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أليهـو هأنذا حسب قولك عوضًا عن الله. أنا أيضًا من الطين تقرصت. ( أي 33: 6 ) إن كلمة «أليهو» معناها ”الله هو“، وهو يمثِّل أمام الذهن الروحي صورة الرب يسوع المسيح الذي هو «الوسيط الواحد بين الله والناس» ( 1تي 2: 5 ). والنقطة التي عندها يظهر أليهو في المشهد تستدعي التفاتًا خاصًا من القارئ العزيز. فقد فشل أصحاب أيوب الثلاثة تمام الفشل في معالجته لأن خدمتهم كانت ذات وجهٍ واحد، فقد سلَّطوا عليه كمية كبيرة من الحق ولكن بدون نعمة. لقد استطاعوا أن يجرحوا، ولكن لم يمكنهم أن يعصبوا. لذلك نرى أيوب من حين إلى آخر ينطق بكلمات مرارة. وهنا برز أليهو، لأنه كان الرجل الكُفء لهذا الموقف. برز ومعه العلاج الذي يحتاجه أيوب ولم يستطع أصحابه أن يقدموه له. فقد كان هو الرجل الذي يتطلبه أيوب ويتمنى أن يقف أمامه. ونرى في وقوف أليهو أمام أيوب رمزًا لربنا المبارك الذي قيل عنه: «لأن الناموس بموسى أُعطي. أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا» ( يو 1: 17 ). وفي هذه الكلمات يظهر بهاء مجد الرب يسوع الأدبي ومجد خدمته. فالحق يضع الخاطئ في مركزه الصحيح، والنعمة تأتي بالله إليه حيث هو. فالنعمة لا تستطيع أن تعمل بدون الحق. وسنرى هذين العنصرين ـ النعمة والحق ـ واضحين في خدمة أليهو مع أيوب. لقد أتم أيوب أقواله، ولم يجدوا أصحابه جوابًا، واستذنبوا أيوب. هنا نجد أليهو يُشير إلى نقطتي الخطأ اللتين وقع فيهما كل من أيوب وأصحابه: «.. فلا تقولوا قد وجدنا حكمة. الله يغلبه لا الإنسان». كان أليهو أمام أيوب كمَن يستطيع أن يسد حاجته فيقول: «هأنذا حسب قولك عوضًا عن الله. أنا أيضًا من الطين تقرصت». هذا هو الشخص الوحيد الذي ينفع الخاطئ في اللحظة التي فيها يأخذ مركز الحكم على الذات، إذ يسمع كلمات النعمة التي قالها أليهو لأيوب: «هوذا هيبتي لا ترهبك، وجلالي لا يثقل عليك». تذكّرنا هذه الكلمات بأن يد العدل الأبدي قد ثقلت على حامل الخطايا ـ الرب يسوع المسيح ـ عندما كان معلقًا على الصليب، حتى ترتفع إلى الأبد الدينونة عن كل خاطئ يحكم على ذاته. أرجوك أيها القارئ العزيز أن تلاحظ هذه الحقيقة: أن استقامة الإنسان هي في أن يعترف بأنه قد أخطأ. لقد وصل أيوب إلى هذا بعد مشقة، وهكذا وصل إلى نهاية نفسه، قائلاً: أنا مُذنب، واستفاد من وقفة أليهو أمامه. . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|