البابا تواضروس
فكيف يقتنى الإنسان الانتظار؟
1- الإيمان فى مواعيد الله، عند قراءة الكتاب المقدس ضَعْ إيمانك فى وعوده، لأن الإنسان عندما يتمتع بفضيلة الانتظار يكون لديه قوة يستطيع بها أن ينتظر عمل الله، "انْتَظِرِ الرَّبَّ. لِيَتَشَدَّدْ وَلْيَتَشَجَّعْ قَلْبُكَ، وَانْتَظِرِ الرَّبَّ" (مزمور 27)... كذلك داود النبى عندما كتب المزمور من خلال اختبارات عاشها، وكان شاول يقاومه فى وقت من الأوقات، لكن عندما أدرك فضيلة الانتظار صار ملكًا على إسرائيل، ويُذكر اسمه إلى اليوم ونقول (المسيح ابن داود)... كذلك أبرار العهد القديم انتظروا مجيء المسيح، فداود قبل السيد المسيح بحوالى ألف سنة وكان ينتظر الرب والخلاص وعمل الصليب، لذلك لا بد أن يكون عندك الإيمان الكامل حتى تقتنى فضيلة الانتظار.
أيضًا أبيمالك عندما هاجر لبلاد موآب بعد حدوث مجاعة فى وطنه، ومن ضعف إيمانه أنه لم ينتظر إلى أن يحل الرب هذه المجاعة ويرفعها عن الشعب، وأثناء هذه المجاعة توفى أبيمالك هو وابنيْه، ورجعت نُعمة لوطنها بصحبة راعوث زوجة ابنها، وعاشت بالإيمان، حتى صارت راعوث جِدة للسيد المسيح.
2- لا بد من أن نقتنى نفوسنا بالصبر، فى تربية الأبناء، مثل إنجيل لوقا "وَيُثْمِرُونَ بِالصَّبْرِ"، كما فى (يع 1: 3) "امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا"، صبر الإنسان فضيلة رائعة فى حياته.
والإنسان الحكيم يصبر، وفى العهد الجديد أقنوم الحكمة معنا وساكن فينا، فهو يجعل الإنسان حكيمًا مهما كان عمره.
3- بالحكمة تقتنى الصبر، "وَأَعْطَى اللهُ سُلَيْمَانَ حِكْمَةً وَفَهْمًا كَثِيرًا جِدًّا، وَرَحْبَةَ قَلْبٍ كَالرَّمْلِ الَّذِى عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ" (1مل 4: 29)، فكان بالحكمة والإيمان والصبر يحل المشكلة، لذلك فى مواجهة المشاكل لا بد من إعطاء فرصة للصلاة والمشورة والصبر لكى يعمل الله معك، فالصبر والانتظار فضيلة ودرس من دروس الحكمة، والحكمة تحتاج للوقت والإيمان والصبر ونحن نبنى كيان الحكمة فى حياة الإنسان مثل داود النبى.
ويعطينا الله تأملات فى الأسابيع القادمة حتى يتكون لك منهج الحكمة الكامل فى حياة الإنسان.