شهادة القديسة تكلا ورأي القديسين فيها
في هذا الجزء نعرض أقوال القديسين العلماء المعترف بهم ويعتبرون من الحجج القوية. وهم مجموعة من الشخصيات المسيحية العملاقة ومن فطاحلها المنضلعين الثقاة. يقول القديس ماتوديوس: أنه كما أن القديسة تكلا قد فاقت على البتولات الأخريات في اتقان الفضائل، فهكذا قد سمت عليهن في احتمال الجهاد والمجاهرة التي كانت تظهر بها بأكثر إشراق وشجاعة فائقة. وعلى قدر ما كان جسمها رقيقاً لطيفاً ضعيفاً أكثر من ذلك كانت غيرتها وتضحيتها. هذا ما علمناه بالتحقيق مما يخص هذه الشهيدة وما احتملته أجل محبة المسيح يسوع.
وجميع الآباء القديسون وسائر الكتبة القدماء الذين تكلموا عن هذه العظيمة في البتولات قد مدحوها مشيرين إلى أنها قد نالت مع إكليل البتولية إكليل الشهادة أيضاً. لا بل اعتبروها أولى الشهيدات العذارى. كما أن القديس استفانوس هو أول الشهداء الرجال، وبهذا اللقب أي أولى الشهيدات تكرمها الكنيسة اليونانية، ولئن كان الرأي العام يحقق أن هذه القديسة لم تمت بين عذابات الاستشهاد، بل أنها قد أنهت حياتها المقدسة بسلام وبموت طبيعي في سلوكية، ولكن مع ذلك تضفي الكنيسة الجامعة عليها صفة الشهيدة كما تعطي هذه الصفة لكل من احتملوا عذاباً من أجل الإيمان بالمسيح تكفي لأن يعدمهم الحياة الزمنية، لكنهم نجوا بفعل فائق الطبيعة، عاشوا بعد ذلك، وأخيراً رقدوا بسلام، كما قد حدث لهذه القديسة. وتحتفل الكنيسة الرومانية بتذكارها في 23 ايلول، وتحتفل كنيستنا القبطية بعيدها في 23 توت كما و وارد بالسنكسار.
وقد أضحى اسم هذه القديسة مكرماً معتبراً في كل الأزمنة. حتى أنه حينما تمدح قديسة ما في أجيال الكنيسة المزدهرة بأكثر جمال ويعطي لها ألقاب شريفة، كانت تدعى تكلا الجديدة مبالغة في مدحها. فهكذا أوسابيوس يدعو قديسة شهيدة كانت أخذت إكليل الشهادة في زمانه ومثله القديس ايرونيموس يعظم القديسة ملاني الرومانية بتسميته إياها تكلا الجديدة. ولأجل هذه الغاية نفسها قد اجتهدت القديسة اميليا والدة القديس باسليوس الكبير بأن تخص ابنتها القديسة ماكرينا بهذا الاسم، أي تكلا الجديدة.
والقديس ابيفانوس يشبّه القديسة تكلا بإيليا النبي، وبالقديس يوحنا الإنجيلي، وبأعظم القديسين الآخرين المكرمين. والقديس امبروسيوس يقدم القديسة تكلا لجميع العذارى المسيحيات كنموذج ومثال حي أكمل يجب إتباعه منهن بعد القديسة والدة الإله ملكة السماء والأرض الكلية الطوبى سيدة العذارى.