|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الجراد في الكتاب المقدس وعنوان السخط الإلهي لقد استخدم الله الجراد في الكتاب المقدس ليسمع صوتة الى الناس, وهو من اشد الضربات المدمرة المخربة في الشرق، وكان الجراد الضربة الثامنة التي ضرب بها الرب فرعون في أرض مصر (خروج 10: 4-15 ومزمور 78: 46 و105: 34) لذلك أشير إليه مرارًا عديدة كعنوان السخط الإلهي (تث 28: 38 و1 ملو 8: 37 و2 أخبار 6: 28 وناحوم 3: 15) كما أن الأمم قديمًا غير اليهود كانت تعتبره ضربة من السماء فقد قال بلينيوس ما معناه "هذه الضربة دليل سخط الآلهة". وتحدث يوئيل عن نوعين من الخراب: كارثة طبيعية، وحروب دامية. الكارثة الطبيعية تتمثل في غزوة الجراد الرهيبة، وقد وصفها في الأصحاح الأول، حيث يقول إن الله أرسل جيشًا عظيمًا من الجراد، من القمص والزحاف والغوغاء والطيار - وهي أربعة أنواع من الجراد بحسب نضوجها وألوانها. هذه الغارة الرهيبة قضت على كل ما هو أخضر، وتركت الأرض في حالة خراب والناس في حزن واكتئاب (ص1),وقد أرسله الله لينادي للشعب بالتوبة والرجوع إلى الرب رجوعًا حقيقيًا. جراد في الكتاب المقدس لقد لعب الجراد، ومازال يلعب دورا خطيرا في تاريخ العالم، وغاراته المخيفة تتهدد الكثير من مناطق العالم، ومنها المنطقة التي نعيش فيها. وكان له اهميته الكبيرة بالنسبة للعبرانيين، وكانت الضربة الثامنة التي أصابت أرض مصر في أيام موسى، هي غارة كثيفة من غاراته المدمرة، فقد قال الرب لموسى : " مد يدك على أرض مصر لاجل الجراد، ليصعد على أرض مصر، ويأكل كل عشب الأرض.... فصعد الجراد... وغطى وجه كل الأرض حتى اظلمت الأرض. و أكل جميع عشب الأرض و جميع ثمر الشجر...حتى لم يبق شيء أخضر....في كل أرض مصر " ( خر 10 : 12- 15، انظر 2 أخ 7 : 13 ). اولا ــ اسماؤه : وللجراد جملة اسماء أو بالحري أوصاف في اللغة العبرية للكتاب المقدس، وهي : (1) ــ " أربي " و هي نفس الكلمة العربية بمعنى " زاد " للدلالة على سرعة تكاثره، و ترد هذه الكلمة 24 مرة في العهد القديم، تترجم في 22 موضعا منها إلى " جراد " فهي أكثر اسماء الجراد ورودا في الكتاب المقدس ( خر 10 : 4 و 12 و 13 و 14 و 19، لا 11 : 22، تث 28 : 38، امل 8 : 37، 2 أخ 6 : 28، مز 78 : 46، 105 : 34، 109 : 23، أمثال 30 : 27، يؤ 2 : 25، ناحوم 3 : 15 و 17 )، وتترجم مرتين إلي " الزحَّاف " ( يؤ 1 : 4 ). (2) ــ " يلعق " أي يمسح بلسانه، للدلالة على التهام الجراد لكل نبت أخضر. و ترد في العبرية سبع مرات، تترجم في العربية بكلمة " غوغاء " (مز 105 : 34، إرميا 51 : 14 و 27، يؤ 1 : 4، 2 : 25، ناحوم 3 : 15 و 16 ). (3) ــ " حاصيل "، وهو " حويصل " في العربية للدلالة على شراهتها، و تترجم ثلاث مــرات إلي " جــردم " ( ا مل 8 : 27، 2 أخ 6 : 28، مز 78 : 46 ) و مرتـين إلي " طيــَّار " ( يؤ 1 : 4 و 2 : 25 )، و مرة إلي " جندب " ( إش 33 : 4 ). (4) ــ " حَجَب " و هي بمعني " حجب " العربية، لأن أسرابه الضخمة كثيراً ما تحجب الشمس، كـــما جاء في سفر الــخروج : " و غطى وجــه كل الأرض حتى أظلــمت الأرض " ( خر 10 : 15 ) . و ترد هذه الكلمة في العـــبرية خمس مرات ، تتــــرجم في مرتـــين إلى "جـراد " ( عدد 13 : 33، 2 أخ 7 : 13 )، و ثلاث مرات إلي " جنـدب " ( لا 11 : 22، جا 12 : 5, إش 40 : 22). (5) ــ " جَزَم "، وهى نفسها في العربية، وتعني " قطع " أو " انتزع "، وترد في العبرية ثلاث مرات تترجم فيها جميعها إلي " القمص " ( يؤ 1 : 4، 2 : 25، عا 4 : 9 ). (6) ــ " حرجل " أو " هرجل " و هي تعني الاختلاط في السير يمنة و يسرة، و ترد مرة واحدة في العبرية، و تترجم إلى " حرجوان " ( لا 11 : 22 ). ولا يمكن أن يكون المقصود بها " الخنفساء " كــما في بعـض الترجمات الإنـجليزية لأن وصــف الدبـيب الطاهر ( لا 11 : 21 ) لا ينطبق على الخنفساء لأن ليس كراعان. (7) ــ " جُب و جِب " بمعنى جب أو قطع تعــــــبيرا عما تفعله الجــــرادة بكل نبـــت أخضر. و تترجم " جب " إلي جراد في عاموس ( 7 : 1 )، و إلي " حرجلة الجراد " في ناحوم ( 3 : 17 )، كما تترجم " جب " إلي جندب ( إش 33 : 4 ). (8) ــ " صُلَم " و هي بمعنى " صَلَم " في العربية أي قطع أو اجتث، وترد مرة واحدة في العبرية، وتترجم إلي " الدبا " ( لا 11 : 22 ). أو الجراد الأصلع املس الرأس لأنه ليس له قرون استشعار على رأسه، كما أن رأسه شديدة الاستطالة. (9) ــ " صَلْصَل "، و هي حكاية صوت الرنين، كصوت لجام الحصان أو صرير الأسنان، إشارة إلي الصوت الذي تحدثه اجنحة أسراب الجراد، و تترجم إلي " الصرصر " ( تث 28 : 42 ). ولكن نفس الكلمة العبرية تترجم مرة إلي " إلال السمك " أي الحربة التي يصاد بها السمك (أيوب 41 : 7 )، كما تترجم إلي " حفيف " أي صوت رفرفة الأجنحة أو أوراق الشجر ( إش 18 : 1 ). وهناك كلمة يونانية واحدة تستخدم في العهد الجديد للدلالة على الجراد، وهي : (10) " أكريس " (akris)، و ترد أربع مرات، و تترجم فيها جميعها إلي جراد، حيث نقرأ أن يوحنا المعمدان " كان طعامه جرادا و عسلا بريا "( مت 3 ك4، مر 1 : 6 ). ثم الصورة المجازية المذكورة في سفر الرؤيا عن الدخان الكــثيف الذي سيــــخرج من بئر الــــهاوية : " ومن الدخان يخرج جراد على الأرض..... وشكل الــــجراد شبه خيل مهياة للحرب...وصوت أجنحتها كصوت مركبات خيل كثيرة " ( رؤ 9 : 3 ــ 11 ). ثانيا ــ التمييز بين انواعها : توصف الحشرات الطــــاهرة المذكورة في ســـــفر اللاويين بأنها "دبيب الطير الماشي على أربع، ما له كراعان فوق رجليه يثب بهما على الأرض " ( لا 11 : 21 ). وفي هذا إشارة واضحة إلي انها حشرات نطاطة من رتبة " الارثوبترا " ( مستقيمات الأجنحة ). و ينتسب الجراد الرحال إلي عائلة " الاكريديدا " ( acridiidae ) التي تتميز بقرون استشعار قصيرة و سميكة، و بوجود أعضاء السمع عندها بأسفل البطن. أما الحشرات من عائـــلة " اللوكوستيدا " فلها قرون استشعار طويلة ورفيعة واعضاء السمع لديها موجودة في أنابيب أرجلها الأمامية و يطلق عليها عادة اسم " الجندب " و أن كانت نفس الكلمة تطلق على الحشرات من عائلة " الاكريديدا ". و واضح من مقارنة ما جـــاء في الأصحاحين الأول و الثاني من نبوة يوئيل ( 1 : 4، 2 : 25 ) أن الأســــــــماء الـمـــــذكورة ليــــست لأربعة أنواع من الجراد ، بل بالحري لأربعة أطوار لــــها : (1) ــ فالقمص هو الجرادة في دور اليرقة عندما تــخرج من البويضة و تبدأ في قــرض النبـــــات. ( 2) ــ أما الزحاف فهو الجراد الزاحف قبل أن ينمو كراعاه. (3) ــ والغوغاء هو الجراد الذي نما كرعاه و أصبح " نطّاطّا " . ( 4 ) - ثم الجراد " الطيار " بعد أن نمت اجنحته. وهو أخطر الأطوار لأنه بها يهاجر من مكان إلي مكان. و من العسير تحديد أي نوع من الجراد هو المقصود في كل موضع يذكر فيه في الكتاب، لان هذه الكلمات تصلح مع كل أنواع الجراد.ويبلغ طول الجرادة البالغة عادة نحو خمسة سنتيمترات أو أكثر، ولها أربعة اجنحة، الخلفيان شفافان وأعرض وأكثر من الأماميين. و للجــرادة ( كما توصف في سفر اللاويين ست أرجل، يتميز الزوج الخلفي منها بضخامته، وهما الكراعان اللذان تقفز بهما، ومتى حطت الجرادة على غصن أو على الأرض، برز الكرامان فوق جسمها بصورة واضحة. وللجرادة فم قارض، تقرض به أوراق الشجر والأعشاب، و البراعم والزهور والثمار. ثالثا ــ عادات الجراد و المكافحة : تتكون أسراب الجراد عادة من ملايين بلا عدد من الجراد، و قد يمتد طول السرب الواحد إلي 80 ميلاً حتى لتكاد تحجب وجه السماء. " والجراد ليس له ملك ولكنه يخرج كله فرقاً فرقاً " ( ام 30 : 27 ). و الذي يحدد تحركات اسراب الجراد، عادة هو اتجاه الرياح. و الجراد يلتهم النباتات بشراهة رهيبة، فقد يلتهم السرب الواحد خمسين طناً من النباتات في وجبة واحدة، فما أن تحط على منطقة خضراء، حتى تتركها بلقعا جرداء. و تطير بعض الطيور الكبيرة احياناً مخترقة مجال تحليق سرب من الجراد، وهى فاغرة افواها لتملا حويصلاتها منها. ويذكر " تريسترام " في كتابه "التاريخ الطبيعي للكتاب المقـــدس " أنه راي الأسماك في نهر الأردن تستمتع بوليمة شهية من الجراد المتساقط في النهر. وللجرادة الانثى كيس للبيض في مؤخرة بطنها، تحفر به حفرة مستطيلة في الأرض و تضع فيها كتلة من البيض متماسكة بفعل بعض الإفرازات. ومن الطرق الفعالة في مكافحة الجراد، تجميع هذه الكتل من البيض و اتلافها. و تمنح الحكومات عادة مكافاة لكل من يجمع هذه الكتل من البيض، تتوقف على مقدار الكمية.كما يجرى كنس صغار الجراد ــ قبل تمكنها من الطيران ــ إلي حفر أو خنادق تعد لذلك ثم يتم احراقها. كما تستخدم المبيدات الحشرية وقاذفات اللهب في مكافحة الجراد. ولا تختلف مراحل تطور الجرادة عنها في سائر الحشرات، و تنسلخ الجرادة في مراحل تطورها نحو ست مرات، تخرج في كل مرحلة أكبر مما كانت قبلا. و في البداية لا تكون لها أجنحة، و لكن بعد بضعة انسلاخات تتكون لها أجنحة صغيرة، لا تستطيع الطيران بها إلا بعد الانسلاخ الأخير. و في مراحل الانسلاخ المبكرة ، توجد الحوريات السوداء الصغيرة في حفر في الأرض تختبىء فيها من أي عدو مهاجم. و متى اكتمل نموها تصبح قادرة على الطيران. وهى في جميع مراحل تطورها متلفة للنباتـــــات، و نجد صـــورة قوية لضراوتها في يـوئيل : " إذ قد صعدت على أرضي أمة قوية بلا عدد، أسنانها أسنان الأسد و لها أضراس اللبوة.جعلت كرمتى خربة و تينتى متهشمة.قد قشرتها وطرحتها فابيضت قضبانها " ( يؤ 1 : 6 و 7 انظر أيضاً 2 : 2 ــ 9 و 20 ). و الجراد من الوسائل التي يستخدمها الله لمعاقبة الشعوب ( خر 10 : 4 ــ 9، تث 28 : 38 ــ 42، 2 أخ 7 : 13..... الخ ). و تستخدم مجازياً وصفاً لجيش من الغزاة ( إرميا 51 : 14 و 27 )، كما تستخدم رمزاً لكـــثرة العدد ( قض 6 : 5، 7 : 12، إرميا 46 : 23 ) أو رمزاً للضـآلة ( عدد 13 : 33، أيوب 39 : 20، جا 12 : 5، إش 40 : 22 ). رابعا ــ الجراد كطعام : لقد أعطت الشريعة لبني إسرائيل توصيات محددة للتمييز بين ما ينفعهم من الأطعمة و ما يضرهم ، فقد نهتهم عن الأكل "من كل دبيب الطير الماشي على أربع " وهذه تشمل الخنافس بأنواعها و الصرصور بأنواعه، وما أشبه من الحشرات التي تعيش على الجيف و القاذورات فتنقل ميكروبات الأمراض المعدية. و قد استخدم الجراد طعاماً منذ أقدم العصور، فهناك نقوش على أحـــجار قصر أشـــــور بانيبال ( من القرن الثامن قبل الميلاد ) تبين الجراد مجففا على عصي لتزويد المآدب الملكية بها. و يذكر ديودور الصقلي وغيره من المؤرخين اليونانيين انه كان من الاحبإش قوم يأكلون الجراد، و مازالت بعض القبائل الأفريقية و الآسيوية تعتمد إلى حد بعيد على الجراد كمصدر للمواد البروتينية، و هم ينتزعون الراس فتجذب معها كتلة الأحشاء، ثم يزيلون البطن ( أي الذنب ) والأرجل والأجنحة، ويأكلون كفايتهم من الصدور مشوية أو مسلوقة، ثم يحتفظون بكميات كبيرة مجففة أو مطحونة على شكل دقيق لوقت الحاجة. ولا ينبغي أن نظن أن التغذية بالجراد ــ إذا ما أعد بهذه الطريقة ــ شيئاً منفراً مثل أكل الحشرة بكاملها، و لذلك ليس من العجب أن نقرأ أن يوحنا المعمدان كان " طعامه جراداً وعسلا بريا " ( مت 3 : 4، مرقس 1 : 6 )، فهذا يشكل طعاما متوازنا به العناصر الأساسية للغذاء. فالجراد مصدر جيد للبروتين والدهن والسعرات الحرارية، كما انه يحتوي على كمية لا بأس بها من الاملاح المعدنية، ولكنه ليس غنيا بالفيتامينات.فالجراد المجفف به أكثر من 50% من وزنه. من البروتين , وقد تبلغ كمية الدهن فى بعض أنواعه إلي 20 % من وزنه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ضربة الجراد في زمن موسى في الكتاب المقدس |
الجراد كطعام في الكتاب المقدس |
عادات الجراد في الكتاب المقدس |
التمييز بين انواع الجراد في الكتاب المقدس |
استخدم الله الجراد في الكتاب المقدس |