|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نِير المسيح «اِحمِلُوا نِيرِي عَلَيكُمْ ... فَتجدُوا رَاحَةً لِنفُوسِكُم» ( متى 11: 29 ) إنه لشـيء عظيم أن نُخضِع أنفسنا بكل تواضع تحت يد الله. وبكل تأكيد فإننا سنجني حصادًا وفيرًا من البركات إذا مارسنا هذا التمرين: أن نحمل نِير المسيح، وهذا هو السـر الحقيقي للراحة كما أكد المسيح لنا ذلك بنفسه حين قال: «اِحمِلُوا نِيرِي عَلَيكُم ... فَتجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم». وما هو هذا النير؟ إنه الخضوع التام لمشيئة الآب، الأمر الذي نراه بكل كمال في ربنا ومُخلِّصنا، الذي استطاع أن يقول: «نعَم أَيُّها الآبُ، لأَن هكَذَا صارَتِ المسَرَّةُ أَمامَكَ». هل رُفضت شهادته؟ هل كان يبدو أن تعبه وقوته قد ذهبا سُدى؟ ماذا إذًا؟ «أَحمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ» ( مت 11: 25 ، 26). إن كل شيء كان حسنًا بالنسبة للمسيح، فكل ما يُسرّ الآب يُسـرّه أيضًا. فلم تكن له أية رغبة غير متوافقة مع إرادة الله. وهكذا كان يتمتع بالراحة التامة كالإنسان الكامل، وينبوع سلامه كان فائضًا باستمرار من البداية إلى النهاية. لقد كان هذا نِير المسيح، وهو نفس النِير الذي في نعمته غير المحدودة يدعونا لأن نحمله، حتى نجد نحن أيضًا راحة لنفوسنا. وخاصة أننا نعلم أن محبته تجعله يُقدِّم لنا أفضل الأشياء. ويا له من شيء عظيم أن يعمل الله أفضل ما عنده لصالحنا! وأين ذلك القلب الذي لا يرضى ويشبع بأفضل ما يُرتبه الله؟ إن حواء بعد أن خدعتها الحيَّة في جنة عدن أصبحت غير راضية بإرادة الله. لقد أرادت شيئًا منعه الله عنها، وصوَّر لها الشيطان أنه يستطيع أن يُعطيها شيئًا أفضل مما يُعطيها الله. لقد ظنت أنه يُمكنها أن تُحسن من ظروفها بأن تُسلِّم نفسها بين يدي الشيطان، بدلاً من يدي الله. وهكذا لا يستطيع أي قلب غير مُتجدِّد أن يستريح بأي حال من الأحوال لإرادة الله. أمَّا المسيحي الحقيقي، المولود من الله، فيستطيع – بنعمة الله – أن يُميت إرادته الذاتية، وأن يحسب نفسه ميتًا، وأن يسلك بالروح، وبذلك يستطيع أن يُسرَ بإرادة الله، وأن يشكر في كل شيء. إن من العلامات الدقيقة للولادة الجديدة أن تستطيع – بدون أي تحفظ – أن تقول في مواجهة أي ظرف من معاملات الله معك: «أَحمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ .. نعَم أَيُّهَا الآبُ، لأَن هكذَا صَارَتِ المسـرَّةُ أَمامَكَ». وعندما يكون القلب في هذا الوضع، فالشيطان لا يستطيع أن يفعل معه شيئًا. وإنه لشـيء عظيم أن تُعلن للعالم، لا بالكلام واللسان، ولكن بالعمل والحق، بالقلب والحياة، أنك راضٍ تمامًا بمشيئة الله. هذه هي الطريقة لتجد راحة القلب الحقيقية. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|