|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله قال لهم يسوع: طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله ( يو 4: 34 ) في إنجيل يوحنا نرى كيف أن قلب الرب كان دائماً في السماء. ولئن كانت قدمه تطأ مرتفعات هذا العالم الترابية، لكن قلبه كان أبداً مع أبيه في الأعالي. ولزام علينا أن تكون هذه السبيل سبيلنا نحن. ولذلك نراه ـ له المجد ـ يوجه أبصارنا إلى الأعالي وإلى الأمام حين قال "في بيت أبي منازل كثيرة .. أنا أمضي لأعدّ لكم مكاناً" ( يو 14: 2 ،3). عرف ما هية العالم بالنسبة لنا هنا على الأرض فمضى ليعدّ لنا مكاناً هناك، لكي تتثبت وتستقر قلوبنا في ذلك المكان كما كان قلبه مثبتاً فيه لما كان على الأرض. غبطته وسلامه كان مصدرهما هناك، لم تؤثر عليهما اختبارات هذا العالم. وقد قال لخاصته "سلاماً أترك لكم. سلامي أعطيكم" ( يو 14: 17 ). إذاً فمن الميسور لأولئك الذين تركهم الرب في البرية أن يجدوا غبطتهم وسلامهم اللذين وجدهما لنفسه في هذا العالم. ومن امتيازنا ومسئوليتنا أن نترسم خطوات ربنا يسوع المسيح، وأن نعرف شيئاً من فرحه. كانت كل أغراض ومقاصد السيد أن يرضي مَنْ أرسله وأن يتمم مشيئته وأن يجد فرحه في صنعها. لما كان يشفي العميان ويطهر البُرص، كانت لذته في أن يُسعد الفقراء ويزيل ضعفاتهم. كان يفرح في منح الصحة للمرضى، لكن كانت له لذة أعمق، فكانت أفراحه في أن يُبهج أباه ويعمل مسرته وذلك بطاعته. كما قال مرة "أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض، لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء، وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب، لأن هكذا صارت المسرة أمامك" ( مت 11: 25 ،26). كان يكفيه أن يعلم أن طريقه كانت تبدو مُفرحة ومُبهجة في عيني أبيه سواء في كورزين أو بيت عنيا. ولكن أين نحن من هذا المستوى أيها القارئ؟ هل نطأ نفس الطريق التي سار فيها السيد الجليل، طريق الطاعة؟ لنعلم أنه إذا كنا ننحرف عن هذه الطريق فلا بد أن نرتطم بالصخور ونشتبك في أشواك البرية بدون رفقة مَنْ هو عوننا. ولكن إذا سرنا مع الرب، ناهجين نفس خطته خلال هذا العالم، فلا شك أننا نشترك من الآن في أفراحه على قدر ما نتشبّه بأمانته أيضاً. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|