إذن نستطيع أن نلخص منهج إنطاكية للتاوريا في التفسير في النقاط التالية(42): 1. لا تجد في كل عبارة من عبارات الكتاب المقدس معنى باطنيًا غير المعنى الحرفي، لكنها تقبل التفسير بالتاوريا في بعض القصص المقدسة والأحداث التاريخية دون أن تجعل من القصة أو الحدث أمرًا مجازيًا.
2. وجود تطابق حقيقي ظاهر -ليس اجتهاديًا- بين الحقيقة التاريخية والتاوريا الروحية، بل أن بعض الآباء الإنطاكيين يطالب بضرورة وجود نص صريح في الكتاب المقدس يعلن هذا التطابق لكل قصة أو حدث، كقول الرب(43) "كما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية".
3. يفهم الموضوعان معًا -التاريخي والروحي- وإن حملا طريقين مختلفين. هذه صورة عامة مبسطة لمنهج إنطاكية الذي انتهجه القديس يوحنا بكل أمانة، لكنه قام بتطبيقه في أكثر مرونة. فمع تفضيله الواضح للمعنى الحرفي، لكنه لا يتورع عن استخدام المعنى الرمزي -في حدود ضيقة- إن وجد ذلك لائقًا(44).