|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا نمل في شدائدنا ـ القديس يوحنا سابا الطوبي أعطيت لشقوتنا وطبيعتنا الضعيفة التي استحقت أن تشرب كأس آلام مخلصنا، لاني انا عارف ان من شرب كأس المر هذا فانه يقوده الي المجد الذي للقديسين والفرح الذي لا ينطق به، وبهم يبتهج الحرصاء وتجعلهم ممجدين بمجد مُمَجِدهم. ان المجاهد الذي ينظر الاكليل لا يمل من شدة الحرب ولا يجزع، الاكليل الذي يكلل به المسيح محبيه بعد انتهاء جهادهم علي الارض هو نظر الثالوث القدوس، فطوباك ان نظرت الي هذا الهدف ايها المجاهد ولم ترجع الي الوراء. حتي وان ضربت بسهم من أعدائك فان الهك الحافظ لك في جريك في طريق الجهاد الروحي هو يشفي جراحاتك ويدهنك بدهن الطيب دهن الفرح ويريح اعضاءك المتعبة التي شقيت من اجله، وحتي وان كان نور عينيك الخارجي قد اظلم من شدة الاحزان، فسريعا ستصل الي البلد التي شمسها هو الخالق وهو يغمر وجهك بالنور الذي ليس له ظل، الاعضاء التي اصطبغت بدم ذاتها لاجل محبة الختن المبتغي من الكل هي تشرق بمجد الاله الازلي الذي اعطي لهم عربونا من ها هنا. اذا فلا نكن غرباء عن الجهاد فنشبه اولئك الذين ماتوا بسبب رفضهم للناموس الملكي، ولنستدع عظيم قواتنا لمعونتنا فهو يعطينا الغلبة والنصر، ولنطرح امامه ضعفنا وهو يصير قوة لنا في اعضائنا، ولنكن عطاشا لنظره وهو يرينا حسن وجهه وبهاء منظره. فان كل الذين تخلوا عن مقتنياتهم من اجل محبته فانهم ياخذون لهم مما له لنعيمهم وسعادتهم وفرحهم، وكل الذين شربوا الصبر والمر بالجهاد مع طبيعتهم ليبدلوا مشيئتهم بمشيئة خالقهم فانهم يتكئون في مساكن الابرار كما قال الرائي ان المسيح هو مائدتهم ومنه يتغذون، ومن اجل ان طعامهم تمرر بالدموع والتنهد فانهم يشبعون بالله بابتهاج القلب، ولاجل انهم ايضا رذلوا الزفرة والنجسة واستبدلوها بسكر محبته ففيهم ايضا يشرق جمال منظره الذي يشتاق اليه الكل. ان الشهوة المنافقة الباطلة بعد قليل تخمد وتنطفئ …. فاذا اشتدت عليك حرب الشهوة اصرخ اللي الله بتنهد قائلا: يا الله الصالح اعطني ان اموت موت الجسد لئلا اموت عن الحياة التي فيك لا ياربي انني لا اصلح للقتال بل انا عاجز لا توجد فيّ قوة للجهاد فخذ مني وجع هذا القتال فان النفوس تتلذذ بدسم حلاوة الخالق وتصطبغ بها الاعضاء، وهو يكون لهم رائحة طيبة يشتمونها، وكل الذين ذاقوا هذا فانهم لا يملون كثرة التجارب، وكل الذين يشاءون ان يذوقوا فعليهم الا يملوا، لان هذا هو رجاؤهم، اذ بعد قليل تشرق شمس الفرح داخلهم، فلا يعودون يتذكرون احزان وضنك زمن التجارب، فبقدر صعوبة الاحزان بقدر عظم الافراح الآتية. اذا فلا نمل في شدائدنا يا اخوتي لاننا لا نترك نجرب فوق طاقتنا فأمين هو الاله الصالح له المجد الي الأبد آمين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديس يوحنا سابا |
القديس يوحنا سابا |
القديس يوحنا سابا |
من اقوال القديس يوحنا سابا |
اقوال القديس يوحنا سابا |