«إلهُنَا الذي نعبدُهُ يستطيع أن يُنجينا من أتون النار المتقدة،
وأن يُنقذنا من يدك أيها الملك»
( دانيال 3: 17 )
إن اليهود الثلاثة؛ شَدرخ وميشخ وعبدنغو، وقد أدركوا أن المعركة أصبحت معركة الرب، فقد بقوا في هدوء تام في حضرة الملك الحانق. والإيمان بالله يُمكِّنهم من أن يقولوا للملك: «يا نبوخـذنصَّـر لا يلزَمنا أن نُجيبَك عن هذا الأمر» (ع١٦). فبالنسبة لهم كانت الأمور واضحة لا تقبل المُساومـة. فالإنسان الطبيعي يقول: ”إنه أمر واحد بسيط يطلبه الملك؛ وما عليك فقط إلا أن تنحني مرة واحدة أمام هذا التمثال، وينتهي الأمر فورًا في لحظة، وعندئذ تُصبح حُـرًا؛ ولست في حاجة أن تنحني له في قلبك. إنها أوامر رسمية إلى حدٍ كبير، وببساطة، إنها مسألة طاعة للملك“. لكن الإيمان لا يعقل الأمر هكذا؛ فالإيمان يُطيع الله، ويرى بوضوح أنها مسألة اختيار: الله أم الملك؟ وهذا يحسم الأمر؛ وبدون أي جدال بينهم، فإنهم يُعطون جوابهم.