كتب إلى الحاكم Paeanius المحب للروحيات يقول له: [لقد وهبتني جناحين، وسببت لي فرحًا عظيمًا، لأنك وأنت تعلن لي عن الأمور المحزنة ذاتها بكلمة تفرض نفسها على كل الأحداث: "مجدًا للرب في كل شيء!"
هذه الكلمة تسبب لإبليس جرحًا مميتًا، وتهب لقائلها هدوءًا وسعادة وسط الضيقات(43).]
اهتم أيضًا القديس يوحنا -وسط ضيقاته- بالآلام التي تعرضت لها إرساليات الكنيسة في فينيقية، فأرسل إلى الكاهن روفينوس في صيف عام 406م يقول له:
[لقد علمت أن النيران قد اشتعلت من جديد في فينيقية، وأن ثورة الوثنيين قد ازدادت، وكثير من الرهبان قد أتوا، لذلك ألزمك أن تسرع ما استطعت لتقف في جبهة القتال، إني أعلم أن مجرد وجودك وحده يجعل الأعداء يهربون، وأن صلواتك وعذوبتك وصبرك وشجاعتك التي هي من صميم حياتك، هذا كله يهدم ثورتهم ويسند أصدقاءك ويسبب أعمالًا صالحة كثيرة.
أريد أن أعلم أنك قد وضعت قدميك على حدود فينيقية، حتى يكف عني اضطرابي.
إن كان ممكنًا، فلتبعث إليَّ بخطاب في كل فرصة حتى أتتبع مدى ما وصلتم إليه. وإن كنتم قد اقتربتم من الهدف، فإنه في حالة وجود معوقات أجاهد أن أتغلب عليها. فإني أبعث بعشرة آلاف أسألهم أن يعاونوك... حتى لو كانوا في القسطنطينية. إن كنت تعتقد بضرورة إرسال إخوة، أطلب مني هذا.
أما عن رفات القديسين الشهداء فاطمئن، فقد أسرعت وأرسلت إلى سيدي الكاهن الكلي التقوى Geronce وسيدي أتريوس الكلي الورع أسقف أرابيسوس اللذين لديهما رفات حقيقية، وسيسلمونها لك بعد قليل في فينيقية.
لا تهمل شيئًا إذن، فإنك ترى غيرتي التي أظهرها لك. أسرع لكي تقدر أن تنتهي من بناء الكنائس التي ينقصها السقف، قبل حلول فترة الشتاء(44).]
هكذا أعلن اهتمامه بالخدمة وتشجيع الآلاف لمساندة المضطهدين بفينيقية، مشجعًا الكاهن روفينوس على بناء الكنائس والاستعداد للاحتفال برفات الشهداء.