فأخذ هامان اللباس والفرس وألبسَ مردخاي
وأركبه في ساحة المدينة، ونادى قدامه:
هكذا يُصنع للرجل الذي يُسرُّ الملك بأن يُكرمه
( أس 6: 11 )
ما السبب الذي حمل مردخاي أن يأبى السجود لهامان؟ أمَا كان يُحسب منه هذا عنادًا أعمى في رفضه تقديم الكرامة المطلوبة لأكبر شريف وأسمى موظف؟ إن رفضه لم يكن عنادًا. صحيح أن هامان أسمى موظف في بلاط أحشويرش، ولكنه كان أعظم عدو للرب وعدو لليهود. قد كان من نسل عماليق الذي جاء عنه: «للرب حربٌ مع عماليق من دورٍ إلى دورٍ» ( خر 17: 16 ). فكيف يستطيع ابن حقيقي لإبراهيم أن يسجد لإنسان هو ويهوه في حرب عوان؟ هيهات هيهات، فقد ساغ لمردخاي أن يخلِّص حياة أحشويرش، إلا أنه لا يسجد للعماليقي، وكيهودي أمين صار قريبًا من إله آبائه، ولم يقبل أن يقدم التحية والإجلال لنسل عماليق.