|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قد حاول الإنسان منذ القديم بأن يتغلب على نهائية الموت فبنى قبوراً كبيرة ونسج أساطير منمّقة عن الحياة بعد الموت. لكنه ليس هناك من يروي عطشنا بخصوص هذا الموضوع الكلّي الأهمية. ليس هناك من بشري يقدر أن يخفف من الآلام المبرحة التي تنقض علينا في وفاة أب أو أم أو أخ أو أخت أو ابن أو ابنة أو قريب أو صديق ! من يملأ الفراغ الهائل بعد موت من كان جزءاً لا يتجزأ من عائلتنا ؟ ليس هناك من يقدر أن يقوم بتلطيف الجو الذي تغيّر فجأة عندما اختطفت يد المنون أحد أحبائنا وليست هناك من فلسفة أو ايديولوجية تستطيع أن تخفف من اللوعة التي تحتلّ قلب الإنسان المفجوع بموت قريب أو صديق. تبوء جميع محاولات البشر بالفشل الذريع في موضوع تعزية الأحياء عندما يذهب أحباؤهم إلى ديار الأبدية. تبقى كلمات البشر فارغة وخاوية في هكذا حالات ويشتد الحنين إلى إحياء اللحظات والأيام والسنين التي كان فيها أحباؤنا على قيد الحياة. ولكن هذه المحاولات تبقى عبارة عن ومضات آنية تحضر بواسطتها إحدى المشاهد أو المواقف التي تشابكت فيها حياتنا بحياة من غاب عنّا نهائياً. لأن الموت فصله عنّا في لمحة بصر. باطل الأباطيل ! لا يقدر الإنسان أن يعزّي الإنسان لأنه مائت لا محالة، إن عاجلاً أو آجلاً. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|