|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشياطين لقد عاينّا كيف أنّ الشيطان، منذ الأشهر الأولى، كان قد اتّخذ شكل فيرونيكا لكي يخلق بلبلة في صفوف الجماعة. ولم يطل الانتظار حتّى بدأ يهاجمها شخصيًّا. وما سنورده لاحقًا، ليس كلام القدّيسة فيرونيكا وحسب، بل أيضًا تصريحات لشهود موثوق بصدقهم، سوف يُدلون بها تحت طائلة القسم في دعوى التطويب. نقرأ في يوميّات بأنّ الشياطين كانت تنتزع من يديها الأباريق وأوائل أخرى، وتسكب المياه المغليّة عليها في المطبخ؛ وكانت تقتلع من يدها القلم، وتسكب الحبر، بينما تكتب اليوميّات. لم يكن لديها ليلة هادئة تقريبًا. كانت الشياطين تظهر لها بأعداد كبيرة، بأشكال مرعبة، مهدّدة، بلا حياء... كانت تعوي، تخور، تكفر... كأنّها تخرج روائح نتنة لدرجة تحملها على الغثيان والغيبوبة... كانت ترمي في صحنها قبضات من الشعر، العناكب، الفئران الميتة... كانت ترميها في النار... ترطمها بالحيطان، ترميها بحجارة ضخمة، ترفسها وتضربها بشكل غير معقول. أهي أشباح؟ تصوّرات؟ قد يعتقد أحدهم بذلك. لكن، في الحقيقة، لا شيء من هذا القبيل أبدًا. كانت الراهبات تارة يسمعن، وطورًا يرين. وعندما كان يحدث ذلك، كانت القدّيسة تشجّعهنّ وتطمئنهنّ. كم اضطررن أن يسرعن ليلاً إلى غرفتها، إلى أن سمحت السلطة بأن تنام إحدى الراهبات معها لكي لا تبقى وحدها. لكنّ القدّيسة لم تكن خائفة. كانت تتحدّى وتؤنّب أعداءها: "تعالوا، أُضربوني، أقتلوني؛ سعادتي هي بأن أتألّم لأجل إلهي... أيها الجبناء، تأتون بهذه الأعداد لمحاربة امرأة مسكينة مثلي!" في إحدى المرّات، ظهرت العذراء مريم الكليّة القداسة أثناء إحدى المعارك وقالت للشياطين الذين كانوا يبحثون عن الفرار: "ها هي ابنتي، ابنتي هي المسيطرة على جهنّم". كانوا يهاجمونها، عادة، عندما كانت تقوم بدورها كضحيّة وسيطة ومكفّرة، عندما كانت تصلّي وتمارس الإماتات لارتداد الخطأة. كانوا يصرخون: "أقلعي! أقلعي وإلاّ أذقناك عذابات جهنّم". آه! يا لقوّة الصلاة والإماتة. كانت الشياطين تسيء معاملتها أحيانًا لدرجة يتركونها معها كجرح واحد... كسروا رجلها في أحد الأيام، فبقيت معلّقة كخرقة. حملتها الراهبات إلى كرسي الاعتراف وهي على هذه الحالة، فشفيت للحال، لأنّ المعرّف فرض عليها طاعةً أن تطلب من الله الشفاء. عند نزاع الأخت لويزا الأخير، والتي كانت عدوّتها، كانت القدّيسة فيرونيكا ترى الشياطين آتية لتأخذ روحها وهي تصرخ: "إنّها لنا! إنّها لنا! الويل لك!" وكانت الأخت لويزا تمسك بيد فيرونيكا بجزع: "دافعي عنّي! خلّصيني!" فكانت هذه الأخيرة تصرخ: "إنّها لله"، تتوسّل: "يا إلهي، أُغرس في رأسي إكليل الشوك، لكن فضلاً أُعفُ عن هذه النفس...". والأخت أنجليكا التي أساءت معاملتها طيلة حياتها؛ بقيت القدّيسة ليلاً نهارًا إلى جانب سريرها، راكعة، مصليّة، دون أن تستند، مقدّمة ذاتها كمحرقة: "أيّها الربّ يسوع، كانت تتوسّل بينما الشياطين توسعها ضربًا، إعمل على أن تتكلّم دماؤك واستحاقاتك لصالح هذه النفس، إحصل على هذه النعمة من أبيك السماويّ! إنّي جاهزة لكلّ العذابات". بعد أيّام على هذا النحو، ارتمت أمام بيت القربان، بينما كان صوت حقود يزأر: "لقد انتصرتِ، لكنّك ستدفعين الثمن أيّتها البائسة"، ووثب عليها هرّ عملاق... أمّا المائتة، فلفظت أنفاسها الأخيرة بسلام بين يديها. Saint Veronica Giuliani - القديسة فيرونيكا جولياني سيرة حياة القديسة العظيمة فيرونيكا جولياني نبذة مختصرة عن القديسة فيرونيكا جولياني |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القدّيسة فيرونيكا وجهنّم |
القدّيسة فيرونيكا |
مسبحة القدّيسة فيرونيكا |
طلبة القدّيسة فيرونيكا |
تساعية القدّيسة فيرونيكا |