|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شركة عطاء الألم ما أن تسلم القديس يوحنا رعاية شعبه حتى فتح قلبه كله بالحب نحو الفقراء، فالتقى خلال "محبة الفقراء" بأولمبياس بكونها "أمًا حنونًا للفقراء" ولعل هذا هو سرّ الارتباط القوي الذي توطد بينهما، وزادته الأيام قوة بانفتاح قلبها بالحب نحو المساكين والمتألمين. إن كان القديس يوحنا قد دعي "بالكارز العظيم للصدقة(33)"، الذي صمم إلا يكف عن ممارسة الصدقة والحث عليها كلما سنحت له الفرصة، فقد وجد في أولمبياس قلبًا لا يعرف للعطاء حدًا، حتى اضطر أن ينصحها بتقديم العطاء بحكمةٍ في اعتدال. فإنها إذ وضعت في قلبها أن كل ما تملكه هو للرب، يليق بها إلا تقوم بتوزيعه في غير حكمة. يقول لها: [على أي الأحوال، أنك تقدمين أموالك للقادرين، وهذا غير مفيد لهم، كأنما تلقين بها في البحر. أما تعلمين أنك بإرادتك قد كرستِ كل ما تملكين للفقراء من أجل الله؟ يليق بك إذًا أن تهتمي بثروتك بكونها ملك سيدك. اعلمي أنك تعطين حسابًا عن توزيعها!(34)] كان الأسقف الجديد أبًا ومرشدًا لها، فأخذ يشجعها على توزيع ممتلكاتها على الفقراء، وإقامة مؤسسات خيرية بالقسطنطينية، كما أعطته أن ينفق بسعة في إرسال بعثات كرازية إلى الفينيقيين بتلال لبنان وسوريا وإلى بلاد القوط والروس. لقد فاحت رائحة حياتها المقدسة، فاستراح لها الكثير من القديسين. قال عنها الأسقف بالاديوس [إنها امرأة عجيبة... تشبه إناءً ثمينًا مملوءًا بالروح القدس!] حقًا كانت أولمبياس سندًا قويًا للقديس يوحنا في كثير من خدمته، خاصة بين العذارى والأرامل والنساء والفتيات، وبصورة أقوى في خدمة الفقراء. من خلال هذه الخدمة توثقت روابط المحبة والصداقة بينهما كأسقف مع شماسته، أو كشماسة مع أبيها الأسقف، لم يفصلهما شيء، حتى جاءت لحظات النفي ليفترقا بالقوة. التقى بها القديس مع زميلاتها قبل خروجه للنفي، وإذ أسلم حياته لسلسلة من الآلام، ذاقت هي أيضًا من أجله الكثير من الضيقات، فتلاقيا معًا من جديد خلال "شركتهما في الألم"، فصارت بينهما رسائل محبة متبادلة، مملوءة "تعزيات إيمانية حية". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
القديسة الشماسة أولمبياس Olympias |
نشأة القديسة أولمبياس |
الشماسة القديسة أولمبياس |
12مسرا_19_مديح القديسة أولمبياس |
القديسة أولمبياس الشماسة |